السبت، 28 أغسطس 2010

دعوة صادقة إلى الساكتين عن بيان الحق / للشيخ أبي عبد الأعلى خالد بن محمد بن عثمان حفظه الله

دعوة صادقة إلى الساكتين عن بيان الحق / للشيخ أبي عبد الأعلى خالد بن محمد بن عثمان حفظه الله

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.
وهذا مقال أورده مجزئًا إن شاء الله ليسهل الإطلاع عليه لمن يرغب في ذلك وأشير إلى أنه مهم للغاية والحاجة ماسة إليه وبخاصة في هذه الظروف ...
قال الشيخ أبو عبد الأعلى خالد بن محمد بن عثمان في كتابه الماتع "دفع بغي الجائر الصائل على إمام الجرح والتعديل وعلى المنهج السلفي وأئمته بالباطل" (ص/380 ):
دعوة صادقة إلى الساكتين عن بيان الحق
" وختامًا: هذه دعوة صادقة لكل إخواني من طلبة العلم الذين ارتضوا منهج السلف سبيلا قويما، أن يُثبتوا صدق هذا الرضا، بنصر هذا المنهج، ونصر علمائه، وأن يتزينوا عن هؤلاء المنتكسين عنه، وأن يعلنوا بصراحة ودون تورية أنهم برآء من كل ما يخالف ومن يخالف هذا المنهج من الأحزاب والدعاة إليها ممن ورد ذكر نمادج منهم خلال هذا الكتاب، والذين أعلنوها حربا لا هوادة فيها ولا مهادنة على كل أصحاب هذا المنهج من علماء وطلبة علم، شأنهم شأن أسلافهم من أصحاب البدع الذين حاربوا الإمام أحمد، وكذا شيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهما من علماء السلف، وآذوا هؤلاء العلماء الربانيين بشتى أنواع الإيذاء واتهموهم في عرضهم وفي دينهم، فلم يكن العلامة ربيع بن هادي هو أول هؤلاء العلماء المفترى عليهم، ولن يكون آخرهم، لأنها سنة ربانية مستمرة إلى قيام الساعة.
وأخص بهذه الدعوة هؤلاء الذين تعلموا هذا المنهج على أيدي علمائه، ونهلوا من نبعه الصافي، ثم لما صار لهم دعوة وشوكة، وصيت وشهرة من فضل الله عليهم، ثم من فضل هؤلاء العلماء، إذ بهم يتخاذلون عن نصرته، ويسكتون سكوتًا عجيبا مريبًا عن هؤلاء الذين يوجهون سهام الغدر إليه وإلى علمائه، بل والأدهى والأمر أن بعض هؤلاء إذا نُصح في هذا الشأن ، إذ به يعتذر قائلا : إنه يخشى إحداث فتنة، إذا هو نصر هذا العالم أو ذاك من طلاب العلم ممن يرفع لواء هذا المنهج ضد من انتكسوا عنه.فأخشى أن يكون لهم نصيب من قوله تعالى: ((ألا في الفتنة سقطوا)) [التوبة/49 ] .
وأُذكر هؤلاء الأفاضل من الساكتين عن الصدع بالحق أو المخذلين بالحق بأن الرسول –صلى الله عليه وآله وسلم- لم يذم المخالفين لطائفة أهل الحق –الطائفة المنصورة والفرقة الناجية- فحسب، إنما ذم أيضًا المخذلين لهذه الطائفة، ووالله إن سكوت هؤلاء عن الانتصار لمنهج السلف الصالح في نقد الرجال والكتب والطوائف، وكتمانهم كلام العلماء الكبار أمثال العلامة ابن باز، والعلامة الألباني، والعلامة مقبل بن هادي، والعلامة ابن عثيمين –رحمهم الله- في سيد قطب وفي غيره من أصحاب البدع الذين يقدَّمُون للشباب على أنهم أبطال ومجاهدون، ليجعلهم في موقف حرج أمام أهل العلم1، خاصة أن بعضهم تجدهع يفتخر أنه من تلاميذ الشيخ الألباني أو الشيخ مقبل2 وذلك رغم علمهم أن كثيرا من الشباب والعامة قد وقعوا في شراك الحزبيين، وأخذوا يدافعون عن هؤلاء المبتدعة: سيد وأمثاله، وبالتالي أخذوا يطعنون في العلامة ربيع بن هادي-حفظه الله-، ورغم هذا لم يحركوا ساكنا، ولم تظهر لهم أية غيرة تجاه الشيخ ربيع، ولا أقصد الغيرة لشخص الشيخ –حفظه الله- ، ولكن الغيرة على ما يحمله من منهج السلف، فإما أنهم يخالفون شيوخهم في تزكية الشيخ ربيع وبهذا يخالفون إجماع هؤلاء العلماء في موافقتهم وتأييدهم للعلامة ربيع، في تحذيره من أصحاب البدع وإما أنهم يوافقون هؤلاء الجهال والحزبيين على طعنهم في العلامة ربيع، أحلاهما مر.
ولا يقبل اعتذارهم بأنهم يبينون اعتقاد السلف ومنهج السلف، ويحذرون من البدع ولكن بدون ذكر أسماء أصحاب المقالات المبتدعة من الدعاة المعاصرين، حيث أن أصحاب هذه المقالات قد طغى تأثيرهم على قلوب كثير من الشباب والعامة، فأصبحوا يقبلون كلامهم مسلمًا به، وإن خالفوا بهذا العلماء الكبار، وترتب على هذا طعنهم في العلماء كما هو في كتاب هذا الجائر الصائل، وأنا لا أتخيل أن يكون في قلب طالب العلم البغض لهؤلاء المخالفين عيانا جهارا لأصول المنهج السلفي، ثم هو لا يشمر عن ساعد الجد نصح الأمة وتحذيرها من شرهم، وعلى الجانب الآخر لا أتخيل أن يكون في قلبه الموالاة لهؤلاء العلماء الذين يعلن بلسان مقاله أنهم هم شيوخه وهم ناصرو السنة وقامعو البدعة ثم هو يسكت عمن يقدح في منهج هؤلاء الذي هو منهج السلف، ولا يقبل تزكية هؤلاء للعلامة ربيع، ومن القواعد المعلومة: "أن التعديل لا يُرد إلا بجرح مفسر"، فإما أن يعلنوا موافقتهم العلماء الكبار على موقفهم من العلامة ربيع وكتبه في التحذير من سيد قطب وعبد الرحمن عبد الخالق، وغيرهما من الحزبيين، وإما أن يأتونا بجرح مفسر مقبول في الشيخ ربيع يُضاد تعديل هؤلاء العلماء، وكذا يأتونا برد واضح على الجرح المفسر في سيد قطب، وعبد الرحمن عبد الخالق، وسلمان العودة، ومحمد قطب، وغيرهم من أصحاب البدع أو أنصار المبتدعة، أما هذا السكوت أو الإعراض عن بيان موقفهم الصريح مما ذكر رغم وقوع بعض طلبتهم وبعض الملتزمي مجالسهم في هذه الفتنة، فإنه غش لأمانة البيان، وخيانة لهؤلاء العلماء، وفرار وتقاعس عن الدفاع عن أصل عظيم من أصول أهل السنة ألا وهو: "الرد على أهل البدع والأهواء والتحذير منهم".

حاشيـــــــة:

1 قال أبو داود في مسائله لأحمد (1705 ) : سمعت أحمد سئل: لهم رخصة أن يقول الرجل: كلام الله ثم يسكت؟ فقال: ولم يسكت؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟! .
قلتُ: وكذا وقع الناس في زماننا في القدح في أصل من أصول السلف ألا وهو الرد على المخالف، وكذا وقعوا في اتهام العلماء بالإرجاء والعمالة للحكام، وكذا وقعوا في الغلو في التكفير والتحزب الباطل، ولم يتكلم الساكتون، فأقول لهم كما قال الإمام أحمد: بأي شيء لا يتكلمون؟! أليست هذه الأمور المذكورة من العظائم التي تُضاهي الفتنة أيام الإمام أحمد، والتي جعلته يقول هذا الكلام عن الساكتين عن البيان ارتيابًا في أمرهم؟! .

2 وصدق من استأنس في بيان حد التلميذ بتعريف الصحابي فكما أن الصحابي هو من لقي النبي –صلى الله عليه وآله وسلم- مسلمًا ومات على ذلك، فكذلك التلميذ الذي يُنسب إلى الألباني أو إلى مقبل بن هادي هو من لقيهما وتتلمذ عليهما والتزم منهجهما الذي هو المنهج السلفي ثم ماتا –أو مات هو- وهو سلفي، ينصر منهج السلف ويلتزم سبيل شيخه في منابذة أهل الأهواء.

يتبع إن شاء الله

من منتديات منهاج منهاج الرسول السلفية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق