السبت، 28 أغسطس 2010

دعوة صادقة إلى الساكتين عن بيان الحق / للشيخ أبي عبد الأعلى خالد بن محمد بن عثمان حفظه الله ( يتبع )

قال الشيخ حفظه الله (382 -385 ):

" .. وأكرر قليلا: إن بيان أسماء المبتدعة واجب خاصة إذا أصبح لهم ذكر وصيت ومقالات مسموعة و مقروءة، ومن يقول بخلاف هذا فقد خالف السنة وخالف إجماع السلف.
قال الإمام ابن بطة العكبري في كتابه العظيم "الإبانة" في التحذير من أهل البدع:" هم شعوب وقبائل وصنوف وطوائف أنا أذكر طرفًا من أسمائهم وشيئًا من صفاتهم، لأن لهم كتبا قد انتشرت ومقالات قد ظهرت، لا يعرفها الغِر من الناس ولا النشؤ من الأحداث تخفى معانيها على أكثر من يقرؤها ، فلعل الحدث يقع إليه الكتاب لرجل من أهل هذه المقالات قد ابتدأ الكتاب بحمد الله والثناء عليه والإطناب في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم أتبع ذلك بدقيق كفره وخفي اختراعه وشره، فيظن الحدث الذي لا علم له والأعجمي والغمر من الناس أن الواضع لذلك الكتاب عالم من العلماء أوفقيه من الفقهاء ولعله يعتقد في هذه الأمة ما يراه فيها عبدة الأوثان ومن بارز الله ووالى الشيطان.
فمن رؤسائهم المتقدمين في الضلال منهم: الجهم بن صفوان الضال.
وقد قيل له وهو بالشام: أين تريد؟ فقال: أطلب ربًّا أعبده، فتقلد مقالته طوائف من الضُّلال، وقد قال ابن شوذب: ترك جهم الصلاة أربعين يوما على وجه الشك.
ومن أتباعه وأشياعه: بِشر المريسي والمردار وأبو بكر الأصم وإبراهيم بن إسماعيل بن علية وابن أبي دؤاد وبرغوث وربالويه والأرميني وجعفر الحداء وشعيب الحجام وحسن العطار وسهل الحرار وأبو لقمان الكافر في جماعة سواهم من الضلال وكل العلماء يقولون فيمن سميناهم أنهم أئمة الكفر ورؤساء الضلالة.
ومن رؤسائهم أيضا –وهم أصحاب القدر- : معبد الجهني وغيلان القدري وثمامة بن أشرس وعمرو بن عبيد وأبو الهذيل العلاّف وإبراهيم النظام وبشر بن المعتمر في جماعة سواهم، أهل كفر وضلال يعم.
ومنهم : الحسن بن عبد الوهاب الجبائي وأبو العنبس الصميري.
ومن الرافضة: المغيرة بن سعيد وعبد الله بن سبأ وهشام الفوطي وأبو الكروس وفضيل الرقاشي وأبو مالك الحضرمي وصالح قبة1.
بل هم أكثر من أن يحصوا في كتاب أو يحووا بخطاب، ذكرت طرفًا من أئمتهم ليجتنب الحدث ومن لا علم له ذكرهم ومجالسة من يستشهد بقولهم ويناظر بكتبهم.
ومن خبثائهم ومن يظهر في كلامه الذب عن السنة والنصرة لها وقوله أخبث القول: ابن كلاب وحسين النجار وأبو بكر الأصم وابن علية أعاذنا الله وإياكم من مقالتهم وعفانا وإياك من شرور مذاهبهم"2. اهـ.
وقال الدارمي في سننه (392 ) أخبرنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب قال: رآني سعيد بن جبير جلست إلى طلق بن حبيب: فقال لي: ألم أرك جلست إلى طلق بن حبيب لا تجالسنه3.
قلت: هاهو أيوب السختياني-رحمه الله- يذكر لتلميذه اسم واحد من أصحاب الأهواء، ليحذرهم.
وقال ابن أبي الدنيا في "ذم الغيبة والنميمة " (98 ) "ط –دار الإعتصام": حدثني محمد بن عباد بن موسى حدثنا مروان بن معاوية عن زائدة بن قدامة قال: قلتُ لمنصور بن المعتمر: إذا كنتُ صائما أنال من السلطان؟ قال: لا، قلت: فأنال من أصحاب الأهواء؟ قال: نعم4.
قلت: وبالطبع لن ينال منهم إلا إذا ذكر أسماءهم.
وقال العقيلي في الضعفاء (1/232 ) حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا أبو صالح الفراء قال : حكيت ليوسف بن أسباط عن وكيع شيئا من أمر الفتن، فقال: ذاك يشبه أستاذه يعني الحسن بن حي، فقلت ليوسف: أما تخاف أن تكون هذه غيبة؟ فقال: يا أحمق أنا خير لهؤلاء من آبائهم وأمهاتهم، أنا أنهى الناس أن يعملوا بما أحدثوا فتتبعهم أوزارهم ومن أطراهم كان أضر عليهم.
قلت: وسبحان الله بعض هؤلاء الساكتين إذا وقع من أحدهم مرة إطراء على بعض المخالفين، إذا به يعتذر بأنه إنما أراد أن يتآلفهم كي يقبلوا نصيحته، ثم إذ بنا ننتظر هذه النصيحة فلا نجد لها أثرا، ولا يبقى إلا هذا الإطراء الذي يتخذه الجهال دغلا للتدليس على العامة بأن هذا المخالف من السلفيين، ويكون هذا الإطراء سببا في اغترار هذا المخالف بباطله، فكان الأمر كما قال يوسف بن أسباط: من أطراهم كان أضر عليهم.
وأخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق (8/15) بإسناده عن عقبة قال: كنت عند أرطأة بن المنذر، فقال بعض أهل المجلس: ما تقولون في الرجل يجالس أهل السنة ويخالطهم، فإذا ذُكر أهل البدع قال: دعونا من ذكرهم لا تذكروهم، قال: يقول أرطأة: هو منهم لا يلبس عليكم أمره، قال: فأنكرت ذلك من قول أرطأة، قال: فقدمت على الأوزاعي، وكان كشافا لهذه الأشياء إذا بلغته، فقال: صدق أرطأة والقول ما قال، هذا ينهى عن ذكرهم ومتى يحذروا إذا لم يُشاد بذكرهم.
قلت: لذا يا إخواني فإن هذا السكوت من الورع الغير محمود، فهو يشبه ورع الموسوس الذي يترك الصلاة وهي واجبة عليه خشية أن يصلي على غير طهارة.
وإني أنصح هؤلاء بقراءة كتاب: "إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء" لأخينا خالد بن ضحوي الظفيري –وفقه الله- ففيه البيان الشافي في هذه المسألة، ورجاء لو بينوا لنا موقفهم من هذا الكتاب بجلاء، وموقفهم مما ذكر فيه من الأصول السلفية ومن عشرات الأمثلة عن السلف الصالح في معاملة المبتدعة ممن قد يكونون أخف ضررا من سيد قطب، وهل هم ينصحون لهذا الكتاب وأمثاله؟
وأذكرهم أيضا بعظم أمانة البيان ووجوب الانتصار للسنة ولسبيل السلف، ووجوب الموالاة الصريحة لعلماء السنة والمفاصلة الصريحة من أصحاب البدعة، قال الله تعالى: ((وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه)) [آل عمران:187].

حاشيــــــة:

1 كما ترى أغلب هذه الأسماء صار مندثرا حيث يموت أهل البدع ويموت ذكرهم أما أهل السنة "أصحاب الفرقة الناجية والطائفة المنصورة" فإن ذكرهم مرفوع إلى أن تقوم الساعة.
وعما قليل سينضاف سيد قطب وحسن البنا والمودودي .... إلخ إلى القائمة المندثرة.

2 الإبانة(ص348 – 352 ) بواسطة "إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء" (ص30، 31 ).

3 أثر صحيح

4 أثر حسن: وأخرجه ابن أبي الدنيا أيضا في الصمت (235).

يتبع إن شاء الله

من منتديات منهاج منهاج الرسول السلفية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق