الأحد، 20 فبراير 2011

يا دعاة المظاهرات: الله الله في دماء المسلمين !!

يا دعاة المظاهرات: الله الله في دماء المسلمين في مصر !!

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن اتبع هداه،
أما بعد، فإن الشعب المصري يَمر هذه الأيام بفتن تَموج كموج البحر؛ ومن هذه الفتن الـهادرة فتنة هؤلاء المتظاهرين من حزب الإخوان المفسدين وغيرهم من الشبـاب الـمخدوع الذين خرجوا رجالاً وركبانًا رافعين رايات الـمطالبة بالإصلاح، ودفع المظالم زعموا!!
* فأقول لِـهؤلاء الـمتظاهرين: أولاً: لو بَحثنا معكم أمر الإصلاح الذي تطالبون به؛ هل هو الإصلاح الشرعي القائم على الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين لَهم بإحسان؟
والجواب: لا بل هي طلبات قائمة على الْمُناورات السياسية، والألاعيب الحزبية ومنازعة الأمر أهله؛ من أجل الصراع على خطف السلطة من الحكَّام القائمين؛ فهو صراع على المناصب والسلطات.
وحتى لو كانت مطالب الإصلاح موافقة للشرع الحكيم، فليس أبدًا من الشرع أن تتم المطالبة بهذه الإصلاحات بهذه الطريقة الهمجية المسماة بالمظاهرات، ولو كانت سلمية، إنما يكون هذا بالسبيل الشرعي المتمثل في مناصحة من ولاَّه الله الأمر قدرًا من أصحاب القوة والسلطان، مع الدعاء لهم بالصلاح والتوفيق والهدى، والصبر عليهم مع جمع كلمة المسلمين والقضاء على أسباب الفتن، وهذا التناصح يكون عن طريق المشافهة معهم لمن عنده القدرة على الاتصال عليهم، أو عن طريق المراسلة ونحوها.
ومن أراد أن يلتزم بحديث: “أفضل الجهاد كلمة حقٍّ عند سلطان جائر”، فليطبق الحديث –إن كان شجاعًا كما يدَّعي- وليذهب –وحده –لا متترسًا بالآخرين- إلى رئيس الجمهورية أو إلى الوزير الفلاني، وليقل كلمة الحقِّ عنده ناصحًا إياه ومبينًا له الحكم الشرعي في أفعاله.
ثم أنا أسأل دعاة المظاهرات أسئلة صريحة:
هل خروجكم في سبيل الله سبحانه؟ وهل ظهرت أي ثمرة لِهذه المظاهرات؟ أم حلَّ الفساد بكثير من البقاع؟ وهل تَم الإصلاح المزعوم؟ فهلاَّ طالبتم بالإصلاح الديني قبل الدنيوي إن كنتم دعاة إصلاح، فهلاَّ طالبتم بالقضاء على معاقل الشرك والوثنية والخرافة القابعة في ربوع مصر والمتمثلة في هذه الأضرحة والمقامات التي تعبد من دون الله سبحانه، ويطاف حولها كما يطاف بالكعبة المشرفة !! وهلاَّ طالبتم بالقضاء على البدع والمحدثات التي أفسدت الدين؟!
فيا دعاة المظاهرات والتحريش: إنكم تجرون جري الوحوش للتمكن من السلطة؟ وسلكتم كثيرًا من السبل المخالفة للشرع لتحقيق هذا الغرض الدنيوي، وتسببتم في قتل الكثير من الأبرياء وتشريد العشرات من الأُسَر؛ بسبب صنائعكم؟ فهل وجدتم طوال تاريخكم الحافل بالدماء أي ثمرة مرجوة من هذه الأفاعيل؟ أم أنكم من البدء وحتى الآن تـحصدون حنظلاً وفتنًا، وأضعتم ثمرة شباب المسلمين بلا فائدة، فهلاَّ تعلَّمتم من تـجـاربكم السـابقة إن كـنتم تفقهون أم عـلى قلوب أقـفالـها؟!
أما طرق مسامعكم أبدًا نصوص السنة الصحيحة التي تحرم الخروج على الحكَّام بالقول أو الفعل، وتأمر بالصبر على جورهم كما جاء في الصحيحين: عن ابن عَبَّاس رضي الله عنه عن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: “من رأى من أميره شيئًا يكرهه فليصبر عليه، فإنه من فارق الجماعة شبرًا، فماتَ إلا مات ميتة جاهلية”.
وفِي لفظ: “فإنه من خرج من السلطان شبرًا فمات مات ميتة جاهلية”؛ فأمر بالصبر ولم يأمر بالمظاهرات والاحتجاجات، ونَحوه قوله صلى الله عليه وسلم: “من ولي عليه وال فرآهُ يأتي شيئًا من معصية الله، فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا يَنْزعنَّ يدًا من طاعة”.
وقوله صلى الله عليه وسلم لَمَّا ذكر له أن الولاة والأئمة يهتدونَ بغير هديه ولا يستنونَ بسنته، فسأله حذيفة: كيف أصنعُ يا رَسُول الله، إن أدركت ذَلِكَ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: “تسمعُ وتُطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع”؛ فأمره بطاعة أميره -أي الحاكم أو الرئيس- ولو في أشد حالات الظلم وهي أن يُضرب ويُسلب ماله؛ ولَم يرشده إلى تنظيم مظاهرة مع إخوانه المظلومين يطالبون فيها بحقوقهم السياسية المهضومة.
وقال صلى الله عليه وسلم: “من أراد أن ينصح لسلطان بأمر، فلا يُبد له علانية، ولكن يأخذ بيده، فيخلو به، فإن قبل منه، فذاك، وإلا كَانَ قد أدَّى الَّذِي عليه له” ( ).
فماذا أنتم قائلون في هذه الأحاديث؟!
هل هذه الأحاديث دعوة إلى الإرجاء والعمالة المحرمة للحكَّام؟!
أم أنها دعوة إلى الإصلاح الذي يرضاه الله سبحانه، لا الذي يرضاهم الخوارج والبغاة المتظاهرون؟!
أم أنكم ستريحون أنفسكم وتقولون إن هذه الأحاديث لا تصلح للواقع المعاصر، فإن قلتموها فقد وافقتكم مَن تحاربون من الأحزاب اللادينية المعارضة لكم التي تعتذر أيضًا عن عدم تطبيق بعض الأحكام الشرعية بسبب ضغوط الواقع المعاصر وعدم مواكبتها للعصر بزعمهم؛ فصرتم أنتم وهم سواء في التنكر للسُّنَّة؟!
فإن كنتم دعاة إلى الإسلام بزعمكم يلزمكم التزام هذه النصوص النبوية في دعوتكم وإلا كنتم كسائر الأحزاب التي لا تنتمي إلى الإسلام، وتضع برنامج حزبها وفقًا للسياسات التي تحقق لها المصالح السياسية في زعمها، فلو قلتم نحن لسنا حزبًا إسلاميًّا لأرحتم المخدوعين من الشباب من اللهث ورائكم تحت رايات كاذبة؛ لكنكم خدعتم الشباب بهذه الهتافات التي خلطتم فيها بين كلمة التوحيد “لا إله إلا الله”، وبين المطالبة بالإصلاح الدستوري الديمقراطي!!
فألبستم النحل الغربية الفاسدة لباس الإسلام تحت زعم المطالبة بتطبيق الإسلام!! والله إن الإسلام الحق برئ من هذه الأفعال.
فإن قلتم: ماذا نصنع بدماء من قتل ظلمًا على أيدي الحاكم الحالي وأعوانه، نحو سيد بلال؟
فأقول: وماذا تصنعون أنتم في دماء من تسببتم في قتله في هذه المظاهرات سواء من الهمج التابعين لكم أم من رجال الشرطة الذين خرجوا لتأدية مهمتهم في حماية المواطنين من السلب والنهب إذا استفحل شركم؟
فإن كانت فتنة مقتل سيد بلال آثار حفيظتكم، فمن باب أولى إن كنتم صادقين أن يثير حفيظتكم عواقب خروجكم الغوغائي هذا، والتي ألخصها لكم فيما يلي:
أولاً: إذا سقط النظام الأمني والحكومة المسيطرة على زمام الأمور، وصار الأمر فوضى، ألا تخشون أن تقع أزمة الأمور فيمن هو أضل سبيلاً من خنازير اليهود وأحلاسهم أو حثالة الروافض الشيعة الملاعين، نحو: أتباع حسن نصر الزنديق الذي يكفِّر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو متأهب لمثل هذه اللحظة حتى يحقِّق حلم الخميني الفاجر –عليه لعنة الله- في إقامة الدولة الشيعية على أنقاض هذه الحكومات الحالية، وإزالة السنة من كل بلاد الإسلام بل إزالة مكة والمدينة من الوجود كما صرَّح بهذا الموسوي في كتابه “لله ثم للتاريخ”، وقد تحقَّق جزء من خطتهم الخمسينية على أرض العراق، والآن يتأهبون لاستمراراها على أرض مصر والسعودية لا مكّنهم الله سبحانه.
ثانيًا: هل مقتل سيد بلال يشفع لكم في أن تضيعوا الأمن والأمان في مصر بهذا التخريب والإفساد في الأرض عن طريق هذه الحرائق التي قام بها بعض أتباعكم في المباني والجهات الحكومية أو مراكز الشرطة، والله سبحانه يقول: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَام.وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَاد.وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ}؟!
ثالثًا: فتنة سيد بلال وأشباهه فتن خاصة، أما فتنتكم فهي فتنة عامة، ولكم الأسوة في إمام السنة أحمد بن حنبل –رحمه الله-، حيث سأله أبو الحارث كما في السنة للخلاَّل (89): في أمر كان حدث في بغداد، وهمَّ قوم بالخروج قلت: يا أبا عبد الله ما تقول في الخروج مع هؤلاء القوم؟ فأنكر ذلك عليهم وجعل يقول: “سبحان الله الدماء الدماء، لا أرى ذلك ولا آمر به، الصبر على ما نحن فيه خير من الفتنة يُسفك فيها الدماء ويستباح فيها الأموال وينتهك فيها المحارم، أما علمت ما كان الناس فيه -يعني أيام الفتنة-”.
قلت: والناس اليوم أليس هم في فتنة يا أبا عبد الله؟ قال: “وإن كان فإنما هي فتنة خاصة، فإذا وقع السيف عمَّت الفتنة وانقطعت السبل، الصبر على هذا ويسلم لك دينك خير لك”، ورأيته ينكر الخروج على الأئمة، وقال: الدماء لا أرى ذلك ولا آمر به.
وفي طبقات ابن أبي يعلى (1/144) في ترجمة حنبل بن إسحق -ابن عم الإمام أحمد-: “قال حنبل: اجتمع فقهاء بغداد إلى أبي عبد الله في ولاية الواثق، وشاوروه في ترك الرضا بإمرته وسلطانه فقال لهم: عليكم بالنُّكرة في قلوبكم ولا تخلعوا يدًا من طاعة ولا تشقوا عصَا المسلمين، ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين، وذكر الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: “إن ضربك فاصبر؛ فأمر بالصبر”.اهـ
قلت: والواثق هو ابن المعتصم سار على نهج أبيه وعمه في القول بخلق القرآن، وأن الله لا يُرى في الآخرة، وامتحن الناس على ذلك، وقتل أحمد بن نصر الخزاعي -رحمه الله- أحد أصحاب أحمد-، ومع هذا لم يأمر أحمد بالخروج عليه، أو الثورة على ظلمه؛ وذلك حفظًا لدماء المسلمين.
وأنتم تزعمون أن قادتكم ومنظريكم أصحاب دراية واسعة بالتاريخ الإسلامي وعندهم قدرات فائقة على استخراج العبر من هذا التاريخ والتي بها يحددون كيفية التعامل مع القوى الخارجية والداخلية على حد تعبيراتكم؛ فإن كنتم صادقين فيما زعمتم فسوف أقدم لكم الآن واقعة تاريخية أليمة اهتزت لها أرجاء الدولة الإسلامية حتى تخرجوا لنا منها العبر التي تنفعنا في الأحداث المعاصرة؛ هذه الواقعة هي وقعة الحرة، وقد سرد الحافظ -رحِمَه الله- ملخص أحداثها في “الفتح” (8/651) فقال: “كانت وقعة الحرة في سنة ثلاث وستين وسببها أن أهل المدينة خلعوا بيعة يزيد بن معاوية لما بلغهم ما يتعمده من الفساد، فأمَّر الأنصار عليهم عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر، وأمَّر المهاجرون عليهم عبدالله بن مطيع العدوي، وأرسل إليهم يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة المري في جيش كثير فهزمهم واستباحوا المدينة وقتلوا ابن حنظلة، وقُتِل من الأنصار شيء كثير جدًّا، وكان أنس يومئذ بالبصرة فبلغه ذلك، فحزن على من أصيب من الأنصار؛ فكتب إليه زيد بن أرقم -وكان يومئذ بالكوفة- يسليه، ومحصِّل ذلك أن الذي يصير إلى مغفرة الله لا يشتد الحزن عليه فكان ذلك تعزية لأنس”.اهـ
* أقول: سوف أساعدكم على استخراج الدروس من هذه الوقعة الأليمة، ثم نرى ما هـو جوابكم؟
فأقول أولاً: العاقبة الأليمة للخروج بالقوة على الحاكم الممكن، الذي ما حدث في زمن من الأزمان منذ عثمان رضي الله عنه إلى وقتنا هذا إلا وترتب عليه استباحة الدماء والأعراض.
فإذا قلتم: نحن ما أردنا الخروج على الحاكم، نحن فقط نطالبه بالإصلاح؛ فأقول: كذبتم؛ بل لقد خرجتم خروج الهمج الرعاع أتباع كل ناعق تهتفون بهذه الهتافات الحماسية التي خلطتموها بترديد كلمة التوحيد، وهذه العبارات هي تصريح واضح منكم بنزع اليد من طاعة الحاكم الممكَّن -سدده الله ووفقه- وتهييج الغوغاء والعامة على الخروج الجماعي للإطاحة بحكومته، ولَم يبق عليكم إلا أن تحولوا أروقة مصر إلى برك من الدماء باسم الجهاد؛ وإن دين الإسلام والسلف بريئون براءة تامة من جهادكم المزعوم.
فهلاَّ اتعظتم بهذه الواقعة التي قُتِل فيها الأفاضل بسبب هذه الغوغائية في التعامل مع الحكَّام؛ أم تريدون يوم حرة آخر بمصر؛ أو لم يكفكم ما فعلتم بشباب مصر من قبل وإلى الآن؟!
أو لَم يكفكم ما فعلتم بشباب أفغانستان؟!
هلاَّ اتعظتم بِحال أهل العراق، أم تريدون استجلاب قوى الكفر إلى مصر بزعم التوفيق بين أبنائها؛ لأنهم لا يستطيعون جَمع كلمتهم؟ اعقلوا وتدَّبروا وانبذوا هذه العاطفة الخارجية الحماسية التي تحرق أصحابها قبل أن تحرق غيرها.
ألَم تتعظوا من أحداث الجزائر الأخيرة من مآسي وعظائم بسبب هذه المظاهرات والانتخابات ومنازعة الأمر أهله؟! فقد خرج آلاف أمثالكم في الجزائر يطالبون بالإصلاح الدستوري باسم الإسلام، ثم لَم تَمر الأيام إلا وكشفوا عن وجوههم الكالحة فأخذوا يقتلون أهل الإسلام، ويبقرون البطون ويشجون الرءوس تحت مظلة المطالبة بتحكيم الشريعة؛ مستنين بأجدادهم من الخوارج الذين خرجوا على علي رضي الله عنه، ثم قتلوه تَحت نفس المظلة، وهي المطالبة بحكم الله( ).
واحتجاجكم بالتغيير الذي حدث في تونس مؤخرًا، هو من باب تعلُّق الغريق بالقشة، فإن هذا الرئيس التونسي –الجائر- كان وجوده مع جوره رحمة لأهل تونس في عصمة دمائهم وأموالهم وأعراضهم، فلمَّا خرج السفهاء بهذه الهمجية، ماذا كانت النتيجة؟ النتيجة يخبركم عنها أهل تونس: قتل عشرات الأبرياء، ونهبت الأموال، وانتهكت الأعراض، فمن يحمل مظالم هؤلاء؟!
هل تريدون أن لا يأمن أحد على نفسه وأهله وماله؟!
وفي سبيل مَن تفعلون هذا: في سبيل ناس مأجورين –عملاء لأمريكا واليهود وإيران- يريدون أن يتخذوا أجسادكم وأموالكم جسرًا يصلون عليه إلى السلطة، ثم يرمونكم للكلاب تنهشكم ولن تنالوا منهم أحمر ولا أصفر؟!
ثانيًا: ما وصلنا أبدًا بإسناد صحيح ولا ضعيف أن ابن عمر وغيره من الصحابة والتابعين في هــذا الـوقت قد خـرجوا في مظاهرات أو قاموا بعمل اعتصامات أو وزعوا منشورات مطالبين بالإصلاح أو مطالبين بـحق الدماء التي أهدرت في يوم الحرة.
فهـل الصحابة وأئمة التابعين لَم يكونوا من فقهاء الـواقع أمثالكم أم أنهم كانوا جبناء وأنتم الشجعان، أم أنهم ليس عندهم الوعي السياسى المتمثل في هذه المناورات السياسية التي يجيدها الكفار أحسن منكم؟!
والظاهر لكل مستبصر بالكتاب والسنة أنكم لا تسيرون في طرائقكم على كتاب أو سنة أو هدي الصحابة والسلف الصالح -الذين تتمسحون بهم لإضفاء الشرعية على جرائمكم- إنما تسيرون على ما سنَّه لكم زعيمكم الأول ذو الخويصرة التميمي الذي -إن صح التعبير- هو أول من ثار على إمام المسلمين في وقته رافعًا أيضًا مثلكم راية المطالبة بالإصلاح والعدل؛ لأنه يزعم أن سيد العدول صلى الله عليه وسلم لَم يعدل في قسمته للغنائم، فقال له هذه الكلمة القبيحة: “اعدل يا محمد فإنك لا تعدل”.
وأذكِّركم أيضًا أنكم استجلبتم الشعب المصري المسكين منذ ما يقرب من ثمانين عامًا للخروج على حاكم مصر في هذا الوقت، ألا وهو الملك فاروق رحمه الله، فماذا كانت حصيلة هذا الخروج، هل تم الإصلاح المنشود؟ والجواب: لا بل إن بعض مراسم الشريعة التي كانت قائمة زال كثير منها؟ فنقص المعروف وزاد المنكر.
ثم مرت السنوات ولم يستفد هؤلاء من هذه المآسي؛ فاستدرجوا لاغتيال السادات -رحمه الله-، فماذا كانت النتيجة؟ هل تَم تطبيق الشريعــة والقضاء عـلى مظاهر الشرك والوثنية، وصور الفسق والفجور التي غزت بلدنا منذ أمد؟ أم أن الأمور قد تحولت إلى الأسوأ وترتب على هذا الخروج أن قدَّمتم آلاف الشباب المصري قربانًا لهذا الخروج الآثم بغير ثمرة؛ فدفعتم الثمن نقدًا وحصدتم الخيبة والهلاك نسيئة.
وكذلك الآن يجرون في هذه المظاهرات في تأييد رجل يريد أن يلغي المادة الثانية من الدستور، والتي تنص على أن الشريعة الإٍسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، وأن الدين الرسمي للدولة هو الإسلام !!
أتريدون أن تقضوا على البقية الباقية من الإسلام في هذا البلد؟!
أتظنون أن عملاء أمريكا واليهود الذين يهيجونكم للخروج في هذه المظاهرات هم الذين سوف يرفعون عنكم المظالم ويطبقون فيكم شرع الله سبحانه؟!
* وقد سئل سَمـاحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز-رحـمه الله-: فِي شـعبـان سنة (1412 هـ) بِمدينة جدة: هل الـمظاهرات الرجالية والنسائية ضد الـحكَّام والولاة تُعتبر وسيلة من وسائل الدعوة؟
* وهل من يَموت فيها يُعتبر شهيدًا أو فِي سبيل الله؟
فأجابَ -رحـمه الله-: “لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج، ولكن أنا أرى أنَّها من أسباب الفتن، ومن أسباب الشرور، ومن أسباب بغض الناس، والتعدي عَلَى بعض الناس بغير حق، ولكن الأسباب الشرعية: المكاتبة، والنصيحة، والدعوة إلى الخير بالطرق الشرعية، شرحها أهل العلم، وشرحها أصحاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وأتباعه بإحسان، بالمكاتبة، والمشافهة مع الأمير ومع السلطان، والاتصال به، ومناصحته والمكاتبة له، دون التشهير عَلَى المنابر بأنه فعل كذا، وصار منه كذا، والله المستعان”.
وَقَالَ -رحـمه الله- في معرض رده عَلَى الشيخ: عبد الرَّحْـمَن عبد الـخالق:
“سادسًا: ذكرتُم فِي كتابكم (فصول من السياسة الشرعية) (ص31-32) أن من أساليب النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي الدعوة التظاهرات (أي: المظاهرة)؛ ولا أعلم نصًّا فِي هذا الْمَعْنى، فأرجو الإفادة عمن ذكر ذَلِكَ؟ وبأي كتاب وجدتـم ذَلِكَ؟
فإن لَم يكن لكم فِي ذَلِكَ مستند، فالواجب الرجوع عن ذَلِكَ، لأني لا أعلمُ فِي شيء من النصوص ما يدل عَلَى ذَلِكَ، ولَمَّا قــد علم من المفـاسد الكثيرة فِي استعمال المظاهرات، فإن صـحَّ فيها نص فلابد مـن إيضاح مـا جـاء به النص إيضاحًا كاملاً حتَّى لا يتعلق به المفسدون بِمظاهراتِهم الباطلة.
والله المسئول أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالِح، أن يُصلح قلوبنا وأعمالنا جَميعًا، وأن يجعلنا من الهداة المهتدين، إنه جواد كريم ( ).
* وقال -رَحِـمَهُ اللهُ- فِي رسالة أخرى: من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الابن المكرم صاحب الفضيلة الشيخ: عبد الرَّحْمَن بن عبد الخالق -وفقه الله لما فيه رضاه ونصر به دينه آمين-.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أمَّا بعد، فقد وصلني كتابكم الكريم، وسرني كثيرًا ما تضمنه من الموافقة عَلَى ما أوصيتكم به، فأسأل الله أن يزيدكم من التوفيق، ويَجعلنا وإياكم من الهداة المهتدين، إنه جواد كريم.
وما ذكرتم حول المظاهرة فقد فهمته وعلمت ضعف سند الرواية بذلك كما ذكرتم؛ لأن مدارها عَلَى إسحاق بن أبي فروة وهو لا يحتج به، ولو صحت الرواية فإن هذا فِي أول الإسلام قبل الهجرة وقبل كمال الشريعة.
ولا يـخفى أن العمـدة فِي الأمر والنهي وسائر أمور الدين عَلَى ما استقرت به الشريعة بعد الـهجرة.
أمَّا ما يتعلق بالجمعة والأعياد ونَحو ذَلِكَ من الاجتماعات الَّتِي قد يدعو إليها النَّبِي صلى الله عليه وسلم كصلاة الكسوف وصلاة الاستسقاء، فكل ذَلِكَ من باب إظهار شعائر الإسلام، وليس له تعلق بالمظاهرات كما لا يخفى.
وأسأل الله أن يَمنحني وإياكم وسائر إخواننا المزيد من العلم النافع والعمل به، وأن يُصلح قلوبنا وأعمالنا جَميعًا، وأن يعيذنا وإياكم وسائر المسلمين من مضلات الفتن ونزغات الشيطان، إنه خير مسئول ( ).
يا شباب الإسلام اتقوا الله فِي أنفسكم وأهليكم وذويكم، وانفضوا أيديكم من هذه الأحزاب المضلة، والزموا غرز أهل العلم السائرين على سبيل السلف الصالح -حقًّا- في مصر وغيرها، ففي لزوم غرزهم الأمن والأمان لكم في الدنيا والآخرة -إن شاء الله-، وكونوا عقلاء بالاتعاظ مما ذكرت لكم من مَخازي هؤلاء المفسدين ومن سار على شاكلتهم تحت أسماء عدة براقة { أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ}.
اللهم إن أردت بقومنا فتنة فاقبضنا إليك غير خزايا ولا مفتونين.
وصلى اللهم على محمد وعلى آله وسلم.

وكتب
أبو عبدالأعلى
خالد بن محمد بن عثمان المصري
ليلة الجمعة 24 صفر 1432

من شبكة سحاب السلفية

إطلاع النبلاء على حقيقة الفتنة المفتعلة بجلاء ( رواية الفتنة الواقعة بأكادير المغربية )

بسم الله الرحمن الرحيم

( رواية الفتنة الواقعة بأكادير المغربية )

إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا،
ومِن سيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يضلِل فلا هاديَ له.
وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
فإننا في زمان توالت فيه فتن كقطع الليل المظلم، يرقق بعضها بعضًا،
وينسي آخرها أولها.
ألا وإن من سنن الله في خلقه؛ أن جعل سبحانه لكل ذي نعمة حاسدًا،
ولكل وليِّ عدوًّا لدودًا؛ شياطين الجن والإنس يوحي بعضهم بعضًا زخرف
القول غرورًا.
فهذا شروع في بيان حال بعض من يدعي السلفية بالمغرب الأقصى
وبالذات مدينة أكادير؛ التي كانت مسرحًا لصراع محتدم بين السلفيين بحق
ودعاة التمييع والمصالح الدنيوية، والحقيقة أن هذا المقال ليس ببدع من
القول في هذه الفتنة الواقعة التي عرفها من عرفها، وجهلها من جهلها؛ بل
هو امتداد لعدة ملازم وبيانات على مدار ما يقارب أو يتجاوز خمس
سنوات، وقد شهدت الأيام الأخيرة قفزة بكل المقاييس من هؤلاء
المخالفين لم يعهد لها مثيل، وما كانت في الحسبان، ظهرت فيها حقائق
أعطت وجهًا واضحًا لمسيرة هؤلاء كما سيأتي بيان ذلك في محله.
دواعي الكتابة في الموضوع:
السبب الذي دعاني لتحرير هذا البيان، وندبني إلى تأليفه:
- إعلام من يجهل حال القوم وبخاصة من يأتي للجمعية داعيا من المشايخ
كما حصل قبل أيام مضت.

- إبراء الذمة بتقديم النصح معذرة إلى الله عز وجل.

حال الدعوة السلفية وغيرها من الدعوات المخالفة لها بالمغرب الأقصى
(باختصار)
إن الدعوة السلفية بالمغرب لم تكن من ثمار المغراوي كما يفهم من بعض
الجرائد السفيهة وغيرها ممن تجهل الواقع وتصوره على غير حقيقته، بل هي
امتداد لدعوة ملوك علويين سلفيين لهم قدم صدق في نشر التوحيد ومحاربة
الشرك والبدع كما يشهد بذلك بعض ما وصلنا من مقالاتهم وأخبارهم
التي تثلج الصدور.
وقد رأيت أن أنبه على بعض الفرق المخالفة للدعوة السلفية والتي لها نشاط
قوي ببلدنا، ويمكن تلخيص ذلك فيما يلي:

1– الصوفية: وهي باختلاف أنواعها إلا أن دعوتهم أطبقت على
استحسان الشركيات والبدع والدعوة إليهما، وعلى كلٍّ؛ فنشاطهم أخذ
في التراجع لأسباب ليس هذا محل بسطها.
2- الخوارج: وهؤلاء في الغالب لا يكاد قطر من أقطار المسلمين يخلوا
منهم، وأشدهم خطرا ودهاء دعوة المدعو “عبد السلام ياسين” وأعوانه
وأنصاره، ولست هنا لبيان حال هذا المارق؛ فقد كفانا المؤنة أخونا الفاضل
أبو عبد الرحمن علي بن صالح الغربي –وفقه الله- الذي كشف حاله
ومخططاته الشيطانية في احتواء أكبر عدد من المغفلين؛ بقدر ما أبين سير
دعوته المنحرفة، فقد توغل أنصاره جدًّا في العديد من الميادين استعدادا ليوم
العصيان الشامل كما يسميه المارق.
3 – دعوة أدعياء السلفية، وهؤلاء أشد تأثيرا على الدعوة السلفية من
غيرهم، إذ أن كثيرا من الناس ممن سلمت فطرهم من رجس البدع
والمبتدعين، ويلتمس منهم الاستقامة على الإسلامي الصافي أعني السلفية؛
جلهم لم يسلم من معرة أدعياء السلفية، وأقلهم تأثرا بشطحاتهم يقفون
حيارى مضطربين؛ وهذا البيان –إن شاء الله- سينصب على هؤلاء دون
غيرهم، لأن الشر متى خفِي ضرره عظُم وقعه ولا شك.
وهذه النقطة في الحقيقة تحتاج إلى وقفة لكن لا بأس أن ألخصها ابتداء من
ظهور زيف دعوة محمد بن عبد الرحمن المغراوي[1]، ولأن هذا الأخير
كان له أتباع كثيرون إلا أن القليل منهم من استفاد من تلكم الملازم التي
دونها العلماء أو تكلموا بها في بيان حال المغراوي، فوُجِد كَمٌّ هائل نسبيا
ينتسب لسلفية المغراوي (!) الذين لهم علاقة حميمة بسائر أدعياء السلفية في
البلدان الأخرى، كالحويني وعرعور ومحمد بن حسان وحسين يعقوب
والمأربي وغيرهم.
ومن المعلوم أن وجود العلماء الأمناء الناصحين في بلد ما له أثره ووقعه
الملموس كمًّا وكيفًا، وهذا ما نفتقده منذ سنين في بلدنا المحروس، لكن هذا
لم يكن ليجعنا مكتوفي الأيدي ننتظر ونتربص متى يطلع من بيننا عالم؛ بل
كنا قلبا وقالبا نتابع الأحداث، ونأخذ مما بلغنا من الخير الطيب بدليله
وبرهانه من العلماء والمشايخ الثابتين، ونحن في ذلك كله نترسم خطى

السلف في سائر ما قد يعترضنا وبخاصة في المسائل المنهجية …

مراحل الفتنة بأكادير
ويمكن تقسيم هذه الفتنة إلى مرحلتين مع ذكر أهم ملابسات أو متعلقات
كل مرحلة على حدة، وقبل ذلك سأبدأ بذكر تعريف مختصر لأحد أذناب
ومجانين المفتون الغالي طالح –وليس بصالح-* البكري؛ ألا وهو المدعو
جواد الخميسي المعروف عندنا بأبي أنس عبد الصمد، ويكتب في شبكة
سحاب القطرية بأبي الرميصاء، وقد آثرت الكتابة عليه قبل الخوض في

الموضوع لما سيأتي في تضاعيف المقال.

بدء ظهور شرارة الفرقة كانت من مدينة طانطان
استطراد:
لقد عُلم لدى الكثير أن مدينة طانطان اشتهرت وداع صيتها في فترة من
الزمن بسبب وفود كثير من طلاب العلم والراغبين فيه من شتى الأقطار
لدار الحديث بها؛ على الرغم من خلو عالم فضلا عن علماء يسيرون الوضع
بها بين تدريس وتوجيه وما إلى ذلك؛ لكن مع هذا لم يكن حينها من
يضاهيها فيما أعلم بهذه البلاد، لأسباب كانت متوفرة كالاجتماع على
الخير من حفظ ومراجعة ومذاكرة وأحيانا (حلقات تدريس) إن صح
التعبير، لكن الخير هذا –والحق أقول- لم يدم، حيث أخذ الجو يتعكر شيئًا
فشيئا بعد عودة بعض من كانوا باليمن – دماج- من أمثال أبي أنس! عبد
الصمد وأبي عبد العظيم ورحال وأبي معاذ وغيرهم لأمر حصل لهم هنالك،
الشاهد أن ظهور هؤلاء فتح خللا بالجمع الطيب، وأحدث رأبا في الصف،
وقد لاحت علاماته جدا بعد فترة، ولا أدل على ذلك من انفراد المفتون
أبي أنس أو أبي الرميصاء –سميه كما تشاء- ببعض الشباب وتأليبه إياهم
على الأعميري، وقد كان أبو أنس هذا –ولا يبعد غيره أيضا ممن معه-
يشيع في أوساط الطلاب ممن انخدع به أن يتركوا المكان ويرحلوا عند
العلماء، وأن يهتموا بأمر الزواج، وبينا أنا ذات يوم وغيري من الطلاب
حولي أيضا بالدار نراجع في صبيحة إحدى الأيام إذا بأبي عبد العزيز
الأعميري يلقي كلمة فحواها الرد على شبهة من يسعى لتنفير الطلاب،
وذكر كلاما استحسنته، كنصحه الحاضرين بأن المكان –دار الحديث- من
باب توفير الجو والاستفادة لمن قد ينفع الله به مستقبلا وأنه متى تيسر
للطالب الرحلة عند أهل العلم فهو الأولى، هذا الذي أذكره -إن شاء
الله- باختصار مما قاله، وقد بلغني حينها أيضا إن لم تخني الذاكرة أن المفتون
أبا أنس حوَّم حوله بعض طلاب الدار يدرسهم الأربعين النووية في إحدى
الأماكن، وكان فيما سمعته حينها من بعض من ركن لهذا المفتون وغيره أن
هذه الثلة العائدة من اليمن تطالب بنصيبها من أموال دار الحديث بحجة
صرفها في ترحيلهم وغيرهم من الطلاب إلى بلاد الحرمين بدلا من تكديسها
وقصرها على الدار، وهذا مقرر عند من كانوا في طانطان آنداك، وفي
الجعبة مزيد؛ لكن أقتصر على هذا.لئلا يطول بنا المقام.
وقفة للتعريف بأبي أنس (جواد) عبد الصمد الخميسي[2]
هذا الفتان معروف في المغرب باسم أبي أنس عبد الصمد و اسمه الحقيقي:
جواد, غير اسمه بين السلفيين لأمر ما – والله أعلم – : وقد عُرف هذا
المفتون الزائغ بالشغب حتى لما كان في اليمن عند الشيخ المحدث الناصح
الأمين يحيى الحجوري –حفظه الله-* و قد شهد هذا الزائغ على نفسه
بتجريح الشيخ الحجوري له , وشهادته على نفسه مقبولة, فقد أخبر بنفسه
جمعا من السلفيين الثقاة أن الشيخ الحجوري قال فيه بما معناه: “لأن أجاور
القردة والخنازير أحب إلي من أن* أجاور عبد الصمد أبا أنس المغربي”.
ثم إنه وصل فاكس من إخوة سلفيين (بفرنسا) كانوا (باليمن) إلى
(طانطان) بدار الحديث سابقا فيه تحذير لأبي عبد العزيز[3] من هذا الزائغ
الضال, ونشر أيضا عتاب من الإخوة الذين درسوا باليمن في شبكة
سحاب لأبي عبد العزيز .
و أما أبرز ما عنده من المخالفات فنلخصها فيما يلي :
1- طعنه في العلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي –رحمه الله- *وقوله
واصفا إياه رحمه الله : “زعبولة “، وهي عبارة بالدارجة المغربية وهي عبارة
سيئة لا تليق بمسلم فضلا عن إمام مجدد.
2- تبديعه للشيخ المحدث ” يحيى الحجوري و قوله فيه بأنه تكفيري

خبيث.*

3- رميه بكتاب الله جل وعلا .

4- استهزاؤه بالحديث الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة

الإخلاص والمعوذتين و النفث في اليدين و مسح الجسم بهما عند النوم
وادعى بأن هذه خرافة.
5- تلاعبه بالأخوات السلفيات* و…
*إلى غير ذلك من الطوام التي ذكرها عنه أهل بلدته الخميسات.
و للإشارة فإن هذا الزائغ أشعل نار الفرقة بين السلفيين في المغرب, وكان
ذلك بعد أن عاد قافلا إلى الوطن يجر ذيول الخيبة بعدما طرد من دار
الحديث بدماج إثر فتنة أشعلها هنالك، فقصد ” طانطان ” وبها وجد الجو
مواتيا، وسنحت له الفرصة في بث فكره النتن، وفعلا تمكن إلى حد كبير
من تنفير عدد من الطلاب عن دار الحديث بطانطان[4]، واجتمع حوله
جمع ممن اغتر ببهرج باطله، وما ذلك إلا لأنه لم يجد من يتصدى له من
الرجال الفطناء كما تصدى له إخواننا بحق في دماج اليمنية فكان الأمر
كما قيل :
خلا لك الجو فبيضي وصفري ** ونقري ما شئـت أن تنـقري
فقام هذا الفتان بإحداث الفتن بينهم، والتحريض، والطعن في دار الحديث،
و أعانه على ذلك قوم آخرون, وبعد أن استراحوا من دار الحديث
ب”طانطان” أخذوا في إعداد العدة نحو “أكادير” وبالخصوص دار
الحديث[5] “بتيكيوين”، فتنبه له السلفيون ونبذوه، ثم بعث بجنديين من
أذنابه فنبذوهما كما نبذوه من قبل, ثم اتجها إلى “بنسركاو”[6], فوجدا
فيها بعض الجهلة والمغفلين فبثا فيهم سمومهما وبدءا يصوبان سهامهما
الخبيثة على السلفيين أولا، ثم على دار الحديث ثانيا، فبدعوهم ورموهم
بالحزبية, وما ذاك إلا لوجود بعض المخذلين كأبي سلامة عادل؛ الذي
استهزأ* بالشيخ ربيع المدخلي بين جمع من السلفيين وبعض مرضى القلوب،
فبدؤوا يضحكون و يهزؤون، فأنكر عليه بعض السلفيين وزجروه و لكن
مرضى القلوب آنذاك كالطالبي و أبي خليل أعانوه وناصروه , ثم إن
المخذول “أبا سلمة! عادل” طعن في العلامة الفوزان وقال فيه: ليس له
هيبة.
* فاتجه الفتان أبو أنس! الخميسي إلى “الدار البيضاء” فوجد بغيته في بداية
الأمر، ولكن تفطن له البعض هناك بعدما لدغهم، فليسألهم من يريد أن
يستزيد علما بهذا المكار ، والله المستعان .
وهذا نمودج ومثال واحد من الأمثلة التي ناصرت هذا الفتان الزائغ “
الخميسي “.
وفي سنة 1430هـ استقبل شيخه المفتون طالح البكري عندنا بالمملكة
–طهرها الله- ، وساح معه في بعض المدن، وادعى من يطبل لقدوم
البكري أن الشيخ ربيعا هو الذي حث على استقباله والحفاوة به، وقد
صرَّح أحد أعضاء الجمعية لبعض إخواننا بأن كلام الشيخ ربيع هذا مسجل
عنده في هاتفه.
وعودا على بدء، أقول استطرادا لما سبق ذكره:
أ – المرحلة الأولى:
وهذه بدأت تقريبا قبل خمس سنوات، ومحور المشكل فيها تمثل في شق
إحدى النساء ومن تبعها للصف السلفي النسوي، والسؤال الذي يطرح
نفسه: كيف كان ذلك؟
أقول : قبل الفتنة تمكن الإخوة من إنشاء جمعية باسم “دار الحديث” على
أساس الاجتماع فيها للمذاكرة وحفظ القرآن والمتون والتعاون على
ذلك، وهي لم تكن يومئذ جمعية كبقية الجمعيات، بل كانت متميزة جدا
عنها في أسلوبها وسيرها، وعلى هذا؛ فقد وضع برنامج خاص بالنساء
يمكنهن من الفقه في الدين، وقد تكفلت بذلك المدعوة “أم أمامة” -
والإخوة آنذاك أحسنوا ظنهم فيها، ومع مرور الليالي والأيام لوحظ عليها
أنها تخرج عن نطاق ما أنيط لها، ونصحت في ذلك فلم ترعو، ووقع منها ما
يجب أن يوضع له حدًّا رادعًا، ولا بأس قبل عرض مخالفاتها من إشارة
تعريفية بهذه المرأة.
*
تعريف بالمدعوة أم أمامة
هذه المرأة كانت في بداية أمرها مع الصوفية الخوارج أتباع الخرافي عبد
السلام ياسين، ثم أصبحت مُدَرِّسَة عند المغراويات لمدة تسع سنوات
تقريبا، ثم أظهرت رجوعها عن منهج المغراوي, و لكن يظهر أن هذه المرأة
تأثرت إلى حد كبير بالحزبيات اللواتي يترددن عليها بين الفينة والأخرى
واللواتي تسميهن تمويها “سلفيات مبتدئات!”، وإليك أخي القارئ بعض

المآخذ على هذه المرأة نلخصها فيما يلي :

1-* تفسيرها صفة الاستواء على العرش بالجلوس.

2- وصفها للرب تبارك وتعالى بأنه أبو الدنيا .وقالت: إن المصريين يسبون
الله وذلك بقولهم ملعون أبو الدنيا.

3-* طعنها على ردود الشيخ ربيع خصوصا الردود على الدكتورة عزيزة

المانع.

4 – طعنها في ردود العلماء على المغراوي فقد وصفت هذه الردود
بالزرابي التي توطأ عليها الأقدام.
5* – استقبالها المتكرر للمغراويات المتعصبات.

6 -* مشيها بالكذب و النميمة والغيبة بين الأخوات.

7- إصدارها لفتاوى كبيرة كالطلاق. وقالت لإحدى الأخوات وهي
تشكوا من زوجها : اهربي له دعيه يبحث عنك.
وللإشارة فقد عُرِضت هذه الأمور أو بعضها على الشيخ العلامة أحمد بن
يحيى النجمي –رحمه الله- فقال بالحرف الواحد: “مثل هذه لا تعتبر سلفية”
وقال أيضًا : “يجب أن تهجر ويحذر منها ويبين أمرها”، وسئل –رحمه الله-
: ما حكم الأخوات والإخوة الذين يتعصبون لها ويدافعون عنها يا شيخ
بعد العلم بأخطائها؟ فأجاب: “هؤلاء مخطئون ويعاملون معاملتها” من مادة
صوتية مسجلة ومفرغة:[ اتصال بالشيخ النجمي حول المرأة] [المجلد 1 ]

تنبيه: التعبير بـ[المجلد 1] وما شاكله إشارة إلى وجود المادة بداخله.

وعقب هذا الاتصال تبين حال هذه المرأة ومن معها لكثير من الإخوة، ثم
قامت بعدها باتصال مع الشيخ نفسه –رحمه الله- تجدون نص الاتصال مع
التعليق عليه ضمن المادة التالية: [التعليقات السلفية على ماجاء في اتصال
أم أمامة(!) وأنصارها بالشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي-رحمه الله-]
وقد دافع عنها كثير من الغوغاء والمضعضعين بغير علم ولا هدى ولا
كتاب منير.
منهم على سبيل المثال:
1- عبد الله الطالبي وهو الآن مقيم في مكة عند الشيخ ربيع.
هذا المميع كان يجادل أهل الأهواء، وناقش مع الروافض والمعتزلة
والصوفية عبر الأنترنيت، ونصح مرات وكرات ويدعي التراجع؛ ثم لا
يلبث أن يعود لذلك من جديد، كما يجادل عمن ثبت طعنه على العلامة
الشيخ مقبل –رحمه الله- وهكذا تلميذه وخليفته الأمين الشيخ يحيى
الحجوري وغيرهما بأنه سلفي، وهكذا أيضًا حصل في دفاعه عن المفتون
عبد الصمد الخميسي المذكور آنفا، وطلاب المغراوي المتعصبة ووصفه
إياهم بأهل السنة، بل ثبت عنه الكلام مع المغراوي نفسه وثناؤه عليه،
وهذا طبعًا بعد ردود المشايخ على هذا القطبي، وإليكم لقاء المفتون الطالبي
بالقطبي المغراوي: [لقاء الطالبي مع المبتدع المغراوي] [المجلد 3 ]
وهذا كلام الشيخ العلامة أحمد النجمي –رحمه الله- على هذا المفتون.
وإليكم نص المكالمة مع التفريغ :[ تفريغ المكالمة المسجلة مع الشيخ العلامة
أحمد بن يحيى النجمي-رحمه الله- حول عبد الله الطالبي ]

[المجلد 4]

أحمد أنور الدشيري؛ كان من جملة أتباع المغراوي القطبي القائمين على إحدى الدور التابعة للمغراوي، وأظهر التراجع بعد احتراق هذا الأخير، إلا أن ألفته لأخذانه القدماء لم تخف عنا، فنصح في ذلك فلم يظهر لنا منه أي تراجع ملحوظ، بل زعم أنه أعلم بالمصالح والمفاسد، وزاد الطين بلة أن وجد في الصف من طبل له وترفق به كثيرا بما يمكن أن نسميه خذلانا، فدفعه هذا إلى الغرور واللامبالاة، فزجر عن ذلك فلم يلق بالاً، ورمى الناصحين بأبشع الأوصاف، كوصفهم بالحدادية والنفاق ووصف أحدهم بأنه ليس عنده إخلاص، وقد كتب في إحدى المنتديات يطعن على أحد تلاميذ العلامة الدكتور الشيخ محمد تقي الدين الهلالي وهو أخونا علي بن صالح الغربي بأنه “فرعون” ووصفنا نحن بـ”جنوده” وقد طرح على الشيخ العلامة أحمد النجمي –رحمه الله- يومئذ بعض ما ذكرناه* عن هذا في الجملة فأفتى بأنه “ليس بسلفي، وأن من يدافع عنه بعد العلم بأخطائه فهو مثله” وهذا نص الاتصال مع التفريغ: [تفريغ الاتصال الهاتفي مع الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله حول أحمد أنور] [المجلد 5]

ولا أغفل أيضًا ما ذكره هذا السفيه عن ولي أمرنا حيث قال ما معناه : لو كان العلماء بالمغرب لكفروا … ؟!

وللإشارة فقد قام هذان الأخيران باتصال هاتفي بالشيخ أحمد النجمي –رحمه الله- حاولا فيه اللفلفة والاعتذار عن تلك المرأة وعما صدر منهما؛ بما يشبه* الترقيع ودفع التهمة عنهما واعتبار ما ذكرناه مجرد تضخيم للأمور ليس إلا (!!)، وهذا نص الاتصال أيضا مصحوبا بالتفريغ:
[نص اتصال الطالبي وأحمد أنور بالشيخ العلامة النجمي رحمه الله] [المجلد 6]
وهذان وتلك المرأة ومن جادل عنهم وانحاز إليهم هم في الجملة من أجج للفتنة بادئ بدء، وأنت ترى أخي القارئ أن الأمر فيه تخذيل عن الحق، وتمييع للدعوة وقد ذُكِرت المرحلة الأولى من هذه الفتنة بتفصيل في كتاب “الكشف والإيضاح لما في الفتنة المفتعلة من التلبيس والكذب الصراح”.
وذكرنا للشيخ ربيع –حفظه الله- وكان هذا قبل سنوات في اتصال هاتفي مسجل بعض ما عند القوم فقال بصريح العبارة : “الذي يتعاون معكم الآن و يمشي في الطريق الصحيح الحمد لله امشوا على بركة الله ، و اللي يرغب يرجع من دول أهلاً و سهلاً و اللي ما يرغب استريحوا منه”
[من شريط كلمة الشيخ ربيع لأهل الحديث بأكادير30 ذي الحجة 1427هـ]

ومن تغيير الحقائق عند القوم لجاجهم في مسألة رد أخينا علي الغربي على أحد المنحرفين، ذلك أن هذا الأخير وهو المدعو أحمد المقفع والمشهور بـ”بوكدرة” كتب مقالا في إحدى اليوميات المغربية باسم أنه زعيم السلفيين؛ يطعن فيه على وزير الأوقاف المغربي “أحمد التوفيق” واتهمه بالخيانة لولي الأمر بأنه ينتمي لجماعة الخارجي “عبد السلام ياسين” الذي سبق ذكره، مما دفع وزير الأوقاف للتضييق على السلفيين الذين تحت نفوذه، فانبرى الأخ الفاضل علي بن صالح الغربي وزيف مقال “بوكدرة” وبين أن ما ذكره من انتماء وزير الأوقاف لتلك الجماعة الخارجية كذب وغير صحيح، وأن الوزير لم يخرج عن طاعة ولي أمره، بل لا يزال على ولائه، وهكذا أيضًا كر أخونا على دعواه السلفية فضلا عن أن يكون رأسا فيها.
فأشاع القوم ومن كان بوقًا لهم أن أخانا عليا –وفقه الله- يدافع عن وزير الأوقاف، يعنون بذلك دفاعه عن الوزير لكونه صوفيا، وكذِبهم في هذه أظهر من الشمس في رابعة النهار، وبعد هذا مكر عبد الله الطالبي ومن معه مكرا كبارا بإعداد قرص مدمج يتضمن قدحا في ولي الأمر وسخرية بالسلفيين، وقد جزم بهذا أبو جعفر[7] عبد الرحيم وكان بصحبة أبي شاكر عزيز في لقائنا بهما[8] بأن القرص كان من إعداد الطالبي ومن لف لفه مكيدة لدار الحديث –سابقا- مع العلم أنهما من أعضاء الجمعية* المميعة الآن، وعلى هذا فقد وجد الإخوان أنفسهم مضطرين للرد على هذا القرص المدمج وهذا نصه من عنوانه: [القدح في ولاة الأمور خروج عن منهج السلف الصالح] [المجلد 7]
وما أكثر من يشوش على أهل السنة وعلى أهل الخير بسبب الحسد أو الحقد أو ما إلى ذلك، وما كل ضجة يُضرب لها الطبل، وقد قيل:
أو كلما طن الذباب زجرتُه ** إن الذباب إذًا علي كريم
وللعلم فقد جلسنا مع القوم جلستين أو أكثر بدار الحديث –سابقا- *لرأب الصدع وإلزام المخطئ والمنحرف بالرجوع فلم نخرج من تلك الجلسات بطائل.

2- أبو عبد العزيز الأعميري: نزيل مدينة العيون حاليا حسبما علمنا، وهذا مشكلته، أنه جاء للمدينة أعني (أكادير)، وجلس معنا وذكر أنه مُكلف من طرف الشيخ ربيع بالإصلاح بين الطرفين، الحاصل أنه كانت هنالك جلسة معه ذكر له الإخوة جميع ما عند القوم.
وجلس أيضًا مع الآخرين وناقشهم، وانتهى به الأمر أن جمع بعض الأفراد من الطرفين في جلستين اعترف في آخرها القوم بجل ما أُخذ عليهم ووعدوا بالإصلاح والبيان، فاستبشرنا خيرا على هذه النتيجة، فمضت الأيام وما رأينا أي وفاء بتلك الوعود، بل وصلنا بعد ذلك ما يدل على التلاعب واللامبالاة، لذا وتحت هذه الأجواء تغيرت معاملة الإخوة لهم، وعادت الأمور كما كانت.
والشيء بالشيء يُذكر؛ فقد ذكر الأعميري أيضًا لأخينا علي الغربي لما أُخبر بما يُروجه بعض الأفراد من القوم من كلام في ولي الأمر فقال: يجب أو ينبغي الإخبار بهم والضرب على أيديهم، ومع هذا ركن أبو عبد العزيز إلى الكثرة مغترا بها، ونسي أو تناسى قوله لبعض إخواني : اُثبتوا فإنكم على الحق. وبلغنا بعدها أن الكلام نفسه قاله للطرف الآخر، والله المستعان.
فعمد أبو عبد العزيز بعد هذا إلى استعمال وسيلة التهديد بالشيخ ربيع، وأنه إذا لم نترك هذا الخلاف بأن يطوى ولا يُروى؛ فسيفعل وسيفعل، ففضلنا باديَ الرأي مراسلته ونصحه وزجره، ثم بعدها اتصل بنا أحد أذنابه مهددًا، فرددنا عليه بعدها في مقال تحت عنوان: [الرد الوجيز على الأعمري أبي عبد العزيز المناصر للطاعنين] مبينين بعض مخالفاته. [المجلد 8]
وقد حدثنا الأخ علي بن صالح الغربي عن الأعميري هذا أنه سمعه يقول: إذا لم يتكلم الشيخ ربيع في هؤلاء –يقصدنا نحن- فسنتركه(!).
*
زيارة الدكتور الدرعاوي لدار الحديث-سابقا-
من فضائح الأعميري أبي عبد العزيز أيضًا ما ذكره هو نفسه للإخوة من طلب الشيخ ربيع منه ومن الأخ علي بن صالح الغربي التعاون مع الدكتور الدرعاوي والسير بالدعوة السلفية قُدمًا، لكن ما الذي حدث؟
فبعد أن هيأنا لزيارة الدرعاوي لنا بدار الحديث –سابقا المتميعة حاليا- بعد حث الشيخ ربيع على ذلك، وبعد نزول الدكتور بالدار برفقة الأخ علي بن صالح الغربي، هيأنا أيضًا اتصالا مباشرا عبر الهاتف بالشيخ ربيع وتحدث معه كل من الزائرَين، ألقى فيها الشيخ ربيع كلمة طيبة، واستبشر جدًّا بهذا التعاون، وبعدها اتصل الأعميري بالدرعاوي وطلب منه وأكد عليه ضرورة القيام بزيارته بمدينة “طانطان”، وفعلا لبى الدكتور رغبته فسافر لتوه، لكن فوجئنا أنه عاد متغيرا جدًّا، وتزامن وصوله متأخرا بعد العشاء، وألقى كلمة أطال فيها الكلام، وقديمًا قيل: “من طال كلامه كثر سقطه”، فكان يتكلم بكلام لمسنا منه أنه رجع من عند المُزار مشحونا، فراسلنا الشيخ ربيعًا في شأنه، ثم بعدها كان لنا معه اتصال مباشر عبر الهاتف بتاريخ 30 ذي الحجة 1427هـ [المجلد 9]- اعتذر فيه الشيخ ربيع –حفظه الله- عن طلبه المذكور، وأن الدرعاوي كان يراسله ويظهر له التراجع عما كان منه قديمًا وأن الإخوة هجروه وما إلى ذلك، الشاهد أن الشيخ ربيعًا طلب مِنَّا بعدما اطلع على ما كتبناه إليه يوم 4 من ذي الحجة عام 1427هـ في 13 صفحة، -[تفضل للإطلاع عليها] [المجلد 10]- ثم ما سمعه منا عبر الهاتف؛ أن نضرب عن الدرعاوي صفحًا، وحثنا على الصبر والمضي في الدعوة بما يُشكر له جزاه الله خيرا.
وبعد هذا كله لم ينقطع القوم عن تلفيق التهم؛ بل كتبوا في بعض المواقع – الأنترنيت- أننا استقبلنا التكفيري الجلد الدرعاوي وطالبه علي بن صالح الغربي (!) بل أنشئوا مواقع خاصة للقيام بهذه الحرب التي كانوا من أول من تسعر بنارها، وتولى الكتابة فيها الأفاك الأثيم، عميل الرهبان سابقًا، والطاعن في العلامة الألباني وغيره بالإرجاء، ألا وهو المدعو أبو الحارث الحسن بن أحمد أكشار وقد رردت عليه منذ مدة يجده القارئ على هذا الرابط [صعقة الزلزال على البغاة المعتدين المتسترين بزي السلفية لا على الشيخ سليم سلَّمه الله وسائر إخوانه أنصار الدعوة المحمدية]، [المجلد 11]
*ويساعده في ذلك –أي الكتابة والكذب في المواقع- أخوه رشيد بن أحمد أكشار، وهكذا يوسف الزاكوري المغرورين، وهم من تسنم في هذه الأواخر مرتبة ليست لهم، ويتعلق الأمر بمسألة جنس العمل وما إليها، فاللهم سلم.
قلت: ومن الغرائب أو قل من الفضائح أن الأعميري لما اتصل به أحد إخواننا يستفسره بشأن ما يشيعه القوم من استقبالنا للدرعاوي وأن الأمر لم يكن بطلب من الشيخ ربيع، فأجابه الأعميري بقوله: هل تعرف أبا الحارث؟ قال السائل: نعم، هو الذي يقول مثل هذا الكلام. فقال الأعميري أبو عبد العزيز: فإذا قالها أبو الحارث فأبو الحارث صادق فيما يقول, أبو الحارث مِن أعلم الناس بما كان يُحاك في تكوين وما كان* يُدبر فيها،وما قاله أبو الحارث أنا أوقع عليه فيما يتعلق بقضية الدرعاوي* ودار الحديث تكوين* فهو عندي* ثقة، فهو عندي* ثقة، ما قاله صواب وحق…
السائل : يعني لم يأت بأمر من الشيخ ربيع-حفظه الله -؟
أبو عبد العزيز :-وهنا تتعتع في الكلام – الْمُو ,اَلْ اَلْ* إذا ظهر المعنى لا فائدة في التكرار ” [استمع له: بيان كذب أبو عبد العزيز** 7-4-2009] [المجلد 12]
فانظر إلى الكذب والتلاعب بالعقول، الأخ اتصل بالأعميري على أساس أن يصدقه القول، والمتصل يعلم أن التعاون بالدرعاوي كان بطلب من الشيخ ربيع، فكيف سبحان الله ينزل الأعميري إلى هذا المستوى فيكذب ويراوغ ؟!!، فعلى من يضحك؟! اللهم لا شماتة.
وحسبنا أننا نؤم الحق في أنفسنا قبل غيرنا، وما يضيرنا إذا شغب علينا المميعون، فليس لكلامهم ولا لكثرتهم عندنا –ولله الحمد- وعند المنصفين أي وزن ما داموا على غير الجادة، وعلى غير السبيل الصحيحة، فإذا عُلم هذا؛ فليُعلم أن من انحاز لهم بعد ذلك كما سيأتي هم مثلهم إن لم أقل أضل منهم؛ كيف لا (!)؛ وهم من قريب يقرون ويعتقدون بجل أو كل ما ذكرناه سلفًا عن القوم، (فماذا بعد الحق إلا الضلال).
*
ب- المرحلة الثانية:
بعدما استقرت الأمور على ما ذكرناه، ومضى على ذلك فترة انحاز بعض المخذولين البغاة ممن كانوا في صفنا إلى صف التمييع، وهؤلاء على رأسهم –رئيس جمعية الدار-، ولكي يبرروا موقفهم هذا؛ تذرعوا ببعض القضايا التي ليس عليها أثارة من علم، ولا بأس أن ألخصها في نقاط وهي كالتالي:
– رفضهم استفسار الشيخ ربيع –حفظه الله- في كلام صدر منه، وذلك أن أحد إخواننا وهو الأخ علي بن صالح الغربي –وفقه الله- كتب مقالا بين فيه بجلاء موقفنا من كلام الشيخ مستفسرا إياه في كثير من المواطن، فقرئ المقال بحضور القوم فأبى هؤلاء أن يرسل، وتلافيا للخلاف؛ عمد صاحب المقال إلى أن يرسله باسمه وسحب اسم الدار من الرسالة، وقد لاحظت سوء خلق واضح في تعامل هؤلاء مع أخينا علي كما حصل في إحدى الجلسات، علمًا أنه أسنهم إذ يتجاوز 48 من عمره، وبعد أن قفل أخونا راجعا إلى مدينة الرباط، أخذوا في إطلاق بعض الأحكام الجائرة عليه منها :
1- اتهامه بأنه يعمل لصالح جهة من الجهات.
2-وصفه بأنه دخيل.
3- وصفه بأنه كذاب ولا يصلح للدعوة.
4- وأنه ليس بسلفي.
جلسنا وإياهم جلستين لرأب الصدع وإبادة الخلاف، طلبناهم فيها بإبداء الحجج على أحكامهم الجائرة فلم يأتوا بشيء، مع العلم أنهم يعتقدون أن إطلاق الأحكام لا يكون إلا من قِبل أهل العلم، الشاهد أنه في أواخر الجلسة الثانية وبعد نقاش قررنا قولا واحدا أن تحرر الأسئلة وترفع لأهل العلم[9]، لكن تفاجأنا بأحكام أخرى وتكتلات هنا وهناك على طريقة الحزبيين، وإيغال صدور الناس علينا، فكتبتُ حينها نصيحة أوصلناها لهم، فطعنوا في الناصح ورموه بالبهتان، وبعدها كتبت ردًّا بيَّنتُ فيه تخبطاتهم وهو بعنوان[النصائح المنجية من بعض الأفكار الحزبية] ليطلع عليها القارئ من عنوانها. [المجلد 13]
*
وقفة مع رئيس جمعية الدار
هو أبو العباس أحمد أوتشوت؛ وهو من أشد من أخذ على القوم –أي السابقين- وكان يتحداهم وبخاصة الأعميري كما ذكرت ذلك في مقالي [إزالة الإلباس بكشف تلون أبي العباس]، [المجلد 14]
*وهو ومن معه ممن انحاز لأهل التمييع من غير مبررات مذبذبون وتجمعهم أو أكثرهم مصالح ومطامع. ومن فواقر (رئيس الجمعية):
1-قوله بأنهم سيقدمون على مشروع أطلق عليه مشروع الصلح –أي مع المخالفين-، وذكر أنه سيشمل حتى المغراويين.
2-رميه للأخ الغربي ومن معه بأنهم تكفيريون، مع أن أخانا عليًّا له كتب مطبوعة منذ سنين اكتسح فيها رؤوس التكفير بالمغرب.
3- دعواه أن عبيدا الجابري لا يبدعه إلا مبتدع.
4- طعنه في الشيخ يحيى الحجوري متذرعًا بكلام يروجه الحزب الحقود الجديد ومن كان ذنبًا لهم في اليمن وغيرها.
5- دعواه أن تجريح الشيخ يحيى الحجوري –حفظه الله- لعبيد الجابري يعتبر مجرد كلام لا دليل عليه[10] (!)

دورة الشيخ رمزان العلمية الأولى لأكادير
وفي 2010/05/31 نزل الشيخ رمزان –سلمه الله- بجمعية القوم في دورة علمية، وقبلها بقليل جاءنا أحد المصريين ويدعى “أشرف البيومي” وقد أُشيع قبل مجيئه بأنه مرسل من طرف الشيخ ربيع ومن طلبته، فلما حضر عندنا ابتدره* أحد الإخوان سائلا: هل أنت مكلف بشيء ما من الشيخ ربيع؟ فأجاب بالنفي، لكنه طلب إيضاح ما وقع باختصار، فلما سمع بعضها، قال ما معناه: هذا أمرٌ صعب(!)، وبعدها قام *هذا المصري باتصال هاتفي – وهو مسجل ومنشور في سحاب- من دار الحديث مَوَّه فيه على الشيخ ربيع، وكذب عليه لما أخبره بأن الإخوة بأكادير قد اجتمعوا (!!!)-للإطلاع تفضل على هذا العنوان: [هذا بيان للناس] [المجلد 15]
-وبعدها جاءت دورة الشيخ رمزان، وقد حاولنا مرات وكرات الاتصال به عبر هاتف المصري[11] لكونه يرافق الشيخ في الغالب فكان يَعِد ويَعِد لكن دون طائل.
*
دورة المفلس المفتري أسامة عطايا العتيبي
وبعدها بالذات في 9 شوال 1431 جاءت دورة “أسامة عطايا العتيبي” فلم نحفل به ولا بقدومه وقد حاول اللقاء بنا فرفضنا ذلك لأنه ومن نزل عندهم كلاهما عندنا عليهم ملاحظات ومؤاخذات، وبعد انتهاء دورته وقفل راجعًا؛ كتب في موقعه مقالا ضمنه الحكم علينا بالتبديع وأننا حدادية وما إلى ذلك، فرددتُ على بغيه هذا في مقال تحت عنوان [ رد عدوان النكرة المأجور أسامة عطايا المخذول] [المجلد 16]، ثم أردفته بآخر تحت عنوان “يا سليط اللسان يا عائبا للشيخ من أشر” فكتب بعدها مقالا آخر في موقعه جرى فيه مجرى الأول، وتجلد أكثر من ذي قبل في أحكامه وأننا حدادية خلص، ومبتدعة ظاهرين، فرددت عليه في مقال ثالث تحت عنوان[ الصارم المنكي في قطع لجاج أسامة عطايا العتيبي] [المجلد 17]بيَّنت فيه جهله المطبق بواقع من نزل عندهم، وفساد دعاويه وما تقوَّله علينا بما لا مزيد عليه.
وقد كان القوم حينها يوزعون على أتباعهم بعض الأوراق التي عليها هواتف (المشايخ!)، وقد لوحظ من بينها هواتف كل من: عبد الرحمن العدني، محمد بن عبد الوهاب الوصابي، وعبيد الجابري، وغيرهم.
وبالمناسبة فالقوم جلهم يحذر من فضيلة الشيخ سليم –حفظه الله- وفضيلة الشيخ الناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري –حفظه الله-

دورة الشيخين: صالح بن سعد السحيمي والشيخ رمزان الهاجري
في فاتح محرم 1432 قام الشيخان بزيارة لجمعية القوم، وغالب الدروس كانت تُقام في ملحق الجمعية.

1- ملاحظات:
وبتأمل الدورات السابقة بالمقارنة مع دورة الشيخين الأخيرة نخلص لعدة نتائج:
1- أن ما سبق من الدورات كانت تقام في الدار، بخلاف الدورة الأخيرة فقد خصصوا مكانا واسعًا جدا يتسع لأكثر من 3000 زائر.
2- تجهيز الملحق بأحدث التجهيزات، وقد رأيت كما رأى غيري أن أكثر العاملين فيه من القوم وقد ظهرت عليهم بعض علامات الأنفة.
3- حضور المخالفين من شتى الأصناف لهذه الدورة، مما يدل على أن الجمعية تفتقد صبغة التميُّز الذي يُعد من عظائم شعار الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة.
4- وهذه فرعٌ عن التي قبلها؛ حيث لم نسمع ولم نعثر على كلام وتحذير من رؤوس الضلال مثل المغراوي وابن حسان والحويني والحلبي وغيرهم *طوال فترة الدورة، على الرغم من كثرة الحضور.
ويشاع ما لا نريد التعويل عليه، إذْ لو صحَّ عندنا؛ لكان من أعظم البراهين الدامغة لباطل القوم والقاطعة للجاجهم.

2- إخفاء الخلاف:
ومما يدل على جبن هؤلاء ووهاء منهجهم وتخوفهم من ظهور حقيقة الخلاف الدائر بين الطرفين تكتمهم التام من إبداء أي إشعار للشيخين بذلك، وهذا ما أفصح به الشيخ رمزان في اجتماعنا به* ليلة الخامس من محرم 1432هـ /11دجنبر2010 م- حيث صرح لنا وبدا عليه شيء من الاستغراب أنه لم يكن على علم بأي شيء من هذا الخلاف.
قلت: ولا أستبعد أن يكون لهذا الكتمان المطبق أبعادا ومصالح غير ما ذكرناه، والله المستعان.

3- الاغترار بالكثرة والاعتزاز بها
إن ظاهرة الاغترار بالكثرة والانبهار ببريقها المتلاشي أمرٌ أخذ بلب كثير من أغمار الناس ودهمائهم، حتى أمسوا يقيسون الحق بمعيارها، ويزنونه بمكيالها، فإذا طاشت كفة الكثرة المتكاثرة؛ تهاووا كالفراش في حمأتها، غير مبالين بمآلها، لأن سراب الغرور بالكثرة غزى عقولهم، ودبَّ في عروقهم، فلا ينظرون إلا بمنظاره، فبينما هم على ذلك يرقبون لمع السراب الخادع، حتى إذا جاءوه لم يجدوه شيئا.
ولقد رأينا وسمعنا من انبهار أصحاب الدورة وبعض من حضرها بكثرة الأعداد الذين زحفوا إليها، وتجمهروا عندها، على أني أوقن أن منهم من يعلم بوجود خلافات قائمة على قدم وساق بين الجمعية ومن ينضوي في كنفها، وبين طرف آخر، ومع ذلك فتراهم وكأنهم خدروا بأفيون الكثرة، ولسان حالهم يقول: “لن نغلب –بعد- اليوم من قلة!”، وهذا المذهب المرذول ليس له عند العقلاء وأولي الأبصار أي اعتبار، ولا لمن تقلده أي وزن والتفات، بل مجمجوه ولفظوه، وذموه ونسفوه، كيف لا؛ وقد عدَّ شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب –رحمه الله- الاغترار بالكثرة والاحتجاج بها على صحة الشيء من أكبر قواعد المشركين كما في مصنفه “مسائل الجاهلية”، قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله ” .. فليحذر المسلم أن يغتر بالكثرة، وقد اغتر بهم كثيرون، حتى بعض من يدعي العلم اعتقدوا في دينهم ما يعتقده الجهال الضلال، ولم يلتفتوا إلى ما قاله الله ورسوله” [قرة عيون الموحدين/(ص/27)].

4- ما دار في لقائنا بالشيخ رمزان الهاجري

قبل بسط هذا *أحببتُ التنبيه على أمرٍ مهم وهو:
– ما الذي حملنا على لقاء الشيخ؟
جوابا على هذا يقال:
أن اللقاء كان من المنتظر أ ن يحضره الشيخ صالح السحيمي –سدده الله- أيضًا، لكن أخبرنا الشيخ رمزان في بدْوِ مجلسه معنا أن الشيخ صالحًا تعبان جدًّا ولا يستطيع الكلام ليلتها، الشاهد أن حضورنا كان بدافع تقديم النصح للشيخين الفاضلين عن حال أصحاب الجمعية ومن تكثر بهم، وهذا ذكرته وكررته للشيخ محمد –وفقه الله- في هذا اللقاء، وهذا لا يمنع أيضًا محبتنا للقاء بهما، والاستفادة منهما.
ولأن القوم كانوا حريصين غاية الحرص على عزل من نزل عندهم من المشايخ وغيرهم من الزوار عن واقع الخلاف بل وعن الخلاف أصلاً، فقد دبَّر أحد إخواني السلفيين–وفقه الله- خطة ناجحة لاختراق الحجاز الموضوع، بحيث كانت له معرفة وصداقة قديمة بأحد إخوان القوم ممن يستضيف الشيخين كل يوم في بيته حسبما حدثنا به المضيف نفسه، وهو رجل مكرم لكنه عامي –أسأل الله أن يوفقه لطاعته- الشاهد أنه استقبلنا في البيت عنده حيث كان اللقاء بالشيخ، إلا أنه اعتذر –أي الشيخ رمزان- عن حضور الشيخ صالح السحيمي –وفقه الله- كما سبق التنبيه على ذلك، فأذن لنا بالكلام، فقلنا: لا بأس خيرًا، فإذا بالمخالفين وكان عددهم سبعة أو أكثر استدعاهم فورا أخو المستضيف، وفيهم رئيس الجمعية؛ فألقوا السلام فلم يجبهم سوى الشيخ والمستضيف، فأرادوا مصافحتنا زاعمين أننا سنتضعضع ونضعف في حضور الشيخ، فلم يحصلوا من ذلك على شيء، ثم نكسوا على رؤوسهم فجلسوا
وتجلُّدي للشامتين أُريهمُ** أني لريب الدهر لا أتضَعْضع
فذكرنا للشيخ ما عندنا عليهم -وهم يسمعون- بشكل مختصر ما قد فصلنا أكثره هاهنا ولله الحمد -وقد استغرقت هذه الجلسة مع الشيخ* حوالي ساعتين إلا ربع، مع العلم أن الشيخ كان مرهقا- وهو بدوره أي الشيخ رمزان يحرر في دفتر عنده، ولا أنسى أن أنبه على أن الشيخ –وفقه الله- استأذننا في سماع كلام القوم فلم نأذن بذلك، لسببين:
الأول: أنهم متطفلون على الجلسة، ثم إن الشيخ حلف بالله أنه لم يكن على علم مسبق بحضورهم، ونحن كذلك.
الثاني: ليس عندهم حجج يدفعون بها في نحر الأدلة الدامغة، لأننا حقيقة جلسنا مع هؤلاء عدة جلسات؛ عرفنا من خلالها أنهم يتكلمون بغير علم، ويصدرون الأحكام الجائرة، ويتلاعبون، ومن مميزات أكثرهم الكذب وكفى به ضلالا، فكيف نسمع لكلامهم وهذا حالهم؟!!
*
نقــاش جـانبي
ولم تكن جلستنا مع الشيخ محمد بن رمزان –وفقه الله- لتأخذ مسارًا واحدًا دون التطرق لبعض النقاط المثارة في الساحة عندنا؛ بل عرضنا عليه أيضًا بعض النقاط التي لا بأس أن ننبه عليها لتتم الفائدة المرجوة من نقل الواقع تلافيًا للتقصير، وعلى هذا فأقول:
بعد انقضاء دورة الشيخ رمزان –حفظه الله- الأولى؛ أشاع القوم في الساحة أن الشيخ محمدًا حذر في دورته من الشيخ المحدث الفاضل أبي أسامة سليم بن عيد الهلالي –حفظه الله- وهكذا أيضًا أنه دخل “مكتبة سبيل الرشاد!” التابعة لأحد أذناب القوم وأمر بإخلائها من كتُب الشيخ سليم، وذكرتُ للشيخ أني اتصلت شخصيًا بصاحب المكتبة المذكورة فأكد لي ذلك، فتعجب الشيخ محمد من الكلام وقال ما معناه أنه يوزع كتب الشيخ سليم، وأن مكتبته تحوي كتبه، وأفاد أن علاقته به تقارب الثلاثين سنة.
قلت: وهذا طبعًا يتضمن نفيًا لهذه الإشاعة وردًّا على من يروجه لها رأسًا.
فهل سيكف المشيعون لهذه الفرية بعد هذا،أم أنهم سيغلقون آذانهم ويستغشون ثيابهم ويصروا ويستكبروا استكبارا ؟؟!
وللإشارة فقد اتصلت بالشيخ الفاضل المحدث سليم بن عيد الهلالي قبل لقائنا بالشيخ رمزان بيومين أو ثلاث على وجه التقريب، فذكرت له بالمناسبة وجود دورة علمية للشيخين بأكادير، فطلب مني إبلاغ سلامه لهما، وقد وفَّيتُ بذلك –ولله الحمد والمنة والفضل- فبلغتُ للشيخ محمد –وفقه الله-* ذلك، فبادر بالإيجاب وردَّ على سلام الشيخ سليم حفظه الله.
وحيث أن القوم أشاعوا أو بعضهم أن الشيخ رمزان جعل الشيخ سليم بمنزلة الحلبي، وجه أخي الفاضل أبو إبراهيم في لقائنا هذا سؤالا للشيخ رمزان قائلا: يشاع عنكم أنكم تجعلون الشيخ سليم مثل الحلبي المبتدع؟
فكان جواب الشيخ مستغربا وسائلا: من بدعه ؟
فأجابه أخونا: الشيخ ربيع على لسان أحمد بازمول.
فنفى الشيخ ما نسب إليه والقوم يسمعون.
خاتــــمة:
إن الناظر في طيات صفحات التاريخ، والمتأمل فيما تحمله من أخبار صادقة، وأحداث مؤثرة، لسوف يحتقر نفسه، ويرى أن ما يواجهه ومن يسير معه على السبيل الصحيحة لا يقاس بمعشار ما واجهه السابقون الأولون ممن لهم قدم صدق في الإسلام، بدءًا بالأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، فقد واجهوا صنوفًا من الأذى، وضروبا من الفتن تتزلزل لها الأفئدة، وتحير عندها الفهوم، لكن ثبتهم الله حتى صاروا أئمة يحتدى بهم، ويذكر بذكرهم ثباتهم وصبرهم في سرائهم وضرائهم، وحربهم وسلمهم، و … ، فالله أسأل أن يثبتنا على الهدى والسداد، وأن يحفظ علينا ديننا، ويجنبنا ما ظهر من الفتن وما بطن.
*
تنبيــه
وقد قرأت هذا البيان أو هذه الرسالة كلها على جمع من إخواني السلفيين، شاء الله أن اجتمعوا عندي بعد ظهر يوم الأحد، فابتهلتها فرصة سانحة، وذكرت لهم أنها سترسل –إن شاء الله- إلى فضيلة الشيخ يحيى بن علي الحجوري- حفظه الله- الشاهد أني قرأتها عليهم فاستحسنوها جدًّا.

والحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى.

كتبه أبو الدرداء عبد الله بن الحسن أسكناري
يوم السبت 15 ربيع الأول 1432هـ
أكادير – المملكة المغربية

لتحميل الملف كاملا [من هنا]

[1] – ومما يندى له الجبين –مع الأسف- ما تفضل به قديمًا وأكده حديثًا في مقال له أحد المشايخ من إشادته بهذا القطبي –أعني المغراوي- ودعواه الاستفادة منه ومن غيره ممن نزكهم أهل العلم، وتكلموا فيهم بما يطول ذكره، مع العلم أنه نُصح في ذلك، وفي مقاله الجديد زاد ضغثًا على إبالة، وفتح بابًا للمتمردين على السلفيين والدعوة السلفية من أهل التمييع وغيرهم ليشوشوا عليهم، ويخترقوا صفوفهم، ويفرقوا جمعهم، ويوهنوا شوكتهم، وهي –والله- دعوة سامجة داحضة مردودة على قائلها مهما علا قدره، ورسخت في العلم قدمه، والله المستعان .
وعودا على بدء؛ فالمغراوي تكلم فيه أهل بلدته، وأعرف الناس به، بل أعظم من هذا تجريح الدكتور العلامة محمد تقي الدين الهلالي المغربي-رحمه الله-* له؛ وهناك وثيقة من إملائه على هذا وهي موجودة عند حفيد الشيخ عبد الغني بوزكري وهو لا يزال حيًّا يُرزق، أقول هذا بقطع النظر عن ردود المشايخ بعدها على هذا المنحرف الزائغ، من أمثال الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي –رحمه الله- كما في كتابه “نسف الدعاوي التي قررها المغراوي” وهكذا الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي-رحمه الله، والشيخ العلامة ربيع المدخلي حفظه الله وغيرهم كثير، فهل نطرح هذه الردود العلمية لمجرد دعوى لا زمام لها ولا خطام!؟
[2] – نسبة إلى مدينة الخميسات المغربية.
[3] – المدعو أبو عبد العزيز لم يستفد مما حدث له في طانطان مع الأسف ، فهاهو ذا مرة أخرى ولَّى ظهره للناصحين، بل لم يكف عن لجاجه حتى طعن في الناصحين له ورماهم بما هم منه براء، وهو ومن ينفخون فيه حذروا منا بالباطل ونحن نحذر منهم بالحق ، وعلى الباغي تدور الدوائر .***
*
*
[4] – وهذا كان قبل إغلاقها، تقريبا سنة 2003م.
*
[5] – وهذا طبعا قبل أن تصير في أيدي أهل التمييع والتحزب.
[6] وهي من أعمال أكادير.
[7] – وحين أكني أمثال هؤلاء وربما سبق مني ذلك سلفًا فإنما هو من باب التجوز لأنهم معروفون عندنا بذلك *وإلا فلا يستحقون إلا التنكير لا التشريف.
[8] – وهذا بطلب من أبي جعفر، فقد بلغنا حينها أنهم يسعون جادة للتراجع عن أخطائهم؛ لكن تبين لنا أن ذلك مجرد تلبيس وتمويه لأمر الله أعلم بأبعاده ومكنونه.
[9] – الحقيقة أنه من جهتنا ليس عندنا مشكل، لأننا على الأصل، لكن سلكنا معهم هذا الدرب من باب شُد عضدك بأخيك، لكن ما وجدنا منهم أو من أكثرهم إلا المكر والأنفة والاحتقار.
[10] – وهذا الكلام من هذا البطال يشبه ما فُضح به الأفاك أسامة عطايا – إن لم أقل تلقفه منه في زيارته لجمعية التمييع- من دعواه أن ما جرى بين الشيخ العلامة المحدث يحيى الحجوري وبين سبت الحزبية الجديد عبيد الجابري أنه مجرد سب من كلا الطرفين(!).
[11] – على ذكر الهاتف؛ فقد سلمه لأحد الإخوة في لقائه معنا.

بسم الله الرحمن الرحيم

لتحميل المادة كاملة إضغط على العنوان أسفله

من شبكة العلوم السلفية

LA BASE DE L'ISLAM ET SA REGLE de Mohammed Ibn Abdelwahab (Arabe et

LA BASE DE L'ISLAM ET SA REGLE
de Mohammed Ibn Abdelwahab

Source : Dourar As-Saniyya volume 2 page 22.





وقال رحمه الله تعالى:


أصل دين الإسلام، وقاعدته:



أمران؛ الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له؛ والتحريض على ذلك، والموالاة فيه، وتكفير من تركه



الثاني: الإنذار عن الشرك في عبادة الله، والتغليظ في ذلك، والمعاداة فيه، وتكفير من فعله


والمخالفون في ذلك أنواع؛ فأشدهم مخالفة:

من خالف في الجميع؛ ومن الناس من عبد الله وحده، ولم ينكر الشرك، ولم يعاد أهله: ومنهم: من عاداهم، ولم يكفرهم ومنهم: من لم يحب التوحيد، ولم يبغضه ومنهم: من كفرهم، وزعم أنه مسبة للصالحين ومنهم: من لم يبغض الشرك، ولم يحبه ومنهم: من لم يعرف الشرك، ولم ينكره ومنهم: من لم يعرف التوحيد، ولم ينكره
ومنهم: - وهو أشد الأنواع خطراً – من عمل بالتوحيد، لكن لم يعرف قدره، ولم يبغض من تركه، ولم يكفرهم 0 ومنهم: من ترك الشرك، وكرهه، ولم يعرف قدره، ولم يعاد أهله، ولم يكفرهم؛ وهؤلاء: قد خالفوا ما جاءت به الأنبياء، من دين الله سبحانه وتعالى، والله أعلم







La base de l'islam et sa règle sont deux choses :



L’obligation de l'adoration d'Allah L’unique sans rien Lui associer, l'incitation à ceci, prendre pour allié pour cette cause, et traiter de mécréant celui qui la délaisse,

2) L'avertissement contre le Shirk dans l'adoration d'Allah, se montrer dur vis a vis de ceux qui le font, détester pour cette cause et traiter de mécréant celui qui le fait


Et ceux qui s’opposent à cela sont de plusieurs catégories, et la pire d’entre elles est :

Il y a parmi les gens, certains qui adorent Allah mais ne renient pas le Shirk et ne détestent pas ceux qui le commettent,

Et d'autres qui les détestent mais ne les traitent pas de mécréants,

D'autres qui n'aiment pas le Tawhid mais ne le détestent pas non plus,

D'autres qui les ont traités de mécréants et prétendent qu'ils sont une insulte pour les hommes pieux

D'autres qui ne détestent pas le Shirk mais ne l'aiment pas non plus,

D'autres qui ne connaissent pas le Shirk et donc ne le renie pas,

D'autres qui ne connaissent pas le Tawhid mais ne le renient pas,

D'autres, et ce sont les plus dangereux, qui appliquent le Tawhid mais ne connaissent pas sa valeur, ne détestent pas ceux qui le délaissent et ne les traitent pas de mécréants,

D'autres qui délaissent le Shirk et le détestent, mais ne reconnaissent pas sa valeur, ne détestent pas ceux qui le font, et ne les traitent pas de mécréants,



Et tous ceux-là ont contredit ce avec quoi sont venus les messagers, de la part d'Allah

Et Allah demeure le plus savant.



Source : Dourar As-Saniyya volume 2 page 22

من منتديات مجلة معرفة السنن و الآثار

الجمعة، 18 فبراير 2011

ردّاً على مثيري الشغب::الدلائل البينات في تحريم المظاهرات : خطبة جمعة لفضيلة شيخنا يحي بن علي الحجوري حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
ردّاً على ما يقوم به محدثو الشغب ومثيرو الفتن من الإخوان
المفلسين (حزب الإصلاح ) و حلفائهم
أحزاب اللقاء المشترك من اشتراكيين وعلمانيين ورافضة من
مظاهرات ومسيرات وفوضى في بلد الإيمان والفقه والحكمة
ننقل لكم هذه الخطبة المباركة والتي هي بعنوان
:: الدلائل البينات في تحريم المظاهرات ::
لفضيلة شيخنا المحدث
أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري
حفظه الله تعالى
وقد تمّ تسجيلها بتاريخ 21 شعبان 1421 هـ

من منتديات الشعر السلفي

يَا أَهَل اليَمَن احذَرُوا المظَاهَرات فَإِنَّهَا مِن صُنعِ أَعَدائِكُم (نسخة معدلة)

يَا أَهَل اليَمَن احذَرُوا المظَاهَرات فَإِنَّهَا مِن صُنعِ أَعَدائِكُم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ وَأشهدُ أن لا إِلَه إِلا الله وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ وَأَشهدُ أنَّ محمَّدًا عَبدهُ ورَسُوله صلى الله عليه وآله وسلم أَمَّا بَعْدُ.

فإِنّنَا نَسمعُ ونُشاهِدُ تِلكَ المُظَاهرات المتكَرِرة في بِلادِ الإيمانِ والحكمَةِ اليَّمَانيةِ، وهي تَزْدادُ كل يومٍ، ونَلاحظُ كذلكَ تهَافُت بَعض النَّاس عَليهَا، وَكأّنهًََّا مِنْ عِندِ الله تَعَالى، وَقَد قَامَ عُلماء الأمةِ بإِنْكَارِهَا والرّدِ على

مَن أَجَازَها وبيّنُوا مَا فِيها مِنَ الأَخْطَاءِ المخَالِفَةِ لِشرعِ اللهِ، وَاللهُ عَزَّ وَجل أَمر بِالرّجوعِ إِلى العُلمَاءِ عِند وُقوعِ الفِتَنِ والنَّوَازِلِ قَالَ تَعَالى :{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ
وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا }، وَيَقُولُ تَعالى : {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }.
وممَن أَفْتى بِتَحْرِيمِ المظاهرات مِنَ العُلَمَاءِ : الشَّيخ العَلامَة المحدِّث محمَّد نَاصِر الدين الألبَاني وَالشَّيخ العَلامَة عَبد العَزِيزِ بن باَز والشَّيخ العَلامَة محمّد بن صَالح العثيمين والشَّيخ العَلامَة مُقْبِل بن هَادِي الوادعي –
رَحَمَهُم الله – كَذِلِك مُفْتِي اليَّمَنِ ومحَدِثُها الشيَّخ العَلامَة يحيى بن عَلي الحَجُورِي – حَفِظَهُ الله – وَلَهُ رِسَالة في ذَلِكَ بِعنوَانِ: الدَّلائِل البَيِّنَات في تحْرِيمِ المُظَاهَرَات.
فنَذكُر لكُم بَعضَ تلكَ المُخَالفَاتِ وَالأخطَاء والأضْرَار بِاختِصَار ليَحصُل الخَير وَالنَّفْع للمُجتَمع :
فَمِنْ ذَلِكَ : أَنَّ المُظَاهَراتِ والدَّعْوَةِ إِليهَا عَمَلٌ محْدَثٌ في دِينِ اللهِ وَالنَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّم يَقُولُ : ((مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ))، وَيَقُولُ الشَّيخُ ابن عُثَيْمِين – رَحمَهُ اللهُ – : (فَإِنَّ
المظَاهَرَات أَمْرٌ حَادِثٌ، لمْ يَكُن مَعْرُوفاً في عَهْدِ النَّبِيوَلا في عَهدِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِين ، وَلا عَهدِ الصَّحَابَةِ)
وَمِنْ ذَلِكَ : أَنَّ فِيهَا تَشَبُّها بِالكُفّارِ وَتَقْليدا لهُم، وَالنَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّم يَقُولُ : « مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ». وَيَقُولُ : «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ
لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ» قَالَ العَلامةُ المحدِّثُ محمَّد نَاصِر الدِّين الألبَاني – رَحمَه الله – : ((لا تَزَالُ بَعضُ الجمَاعَات الإسْلاميّة تَتَظَاهر عَلى شَرعيَةِ المظَاهَرات المعرُوفة اليوم ، وَأَنهَا
كَانَت من أَسَالِيبِ النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّم في الدَّعوَةِ!غَافِلين عَن كَوْنهَا مِنْ عَادَاتِ الكُفَّارِ وأسَاليبهِم التي تَتَنَاسب مَعَ زَعْمِهم أنَّ الحُكمَ للشَّعْبِ، وتَتَنافى مَع قَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّم : “خَيْر الهُدَى
هُدَى محمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّم”)) .
وَمِنْ ذَلِكَ : أَنَّ فِيهَا سَفْكا لِدمَاءِ المُسْلِمِين فَيَحْصُل القَتْل، وَالنَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّم يَقُولُ : ((لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِم))، وَقَالَ الشَّيخُ الفُوزَان – حَفِظَهُ اللهُ – : (وَالمُظَاهَرَاتُ
تُحْدِِثُ سَفْك دِمَاء وَتحْدِثُ تخرِيب أَمْوَال ، فَلا تجوزُ هَذِهِ الأُمُور).
وَمِنْ ذَلِكَ : أَنَّ فِيهَا خِدْمة لأعدَاءِ الإسْلامِ لإشْعَالِ الفِتنِ وَالقَلاقِلِ في بِلادِ المُسْلِمين.
وَمِنْ ذَلِكَ : أَنَّ فِيهَا أَذِيّة لِلمُؤمِنين في أَخْذِ أَمْوَالهم وَسَرِقَتِهَا وتَكسِيرِ محَلاتهِم وَنهبِهَا وَانتِهَاكِ أَعْرَاضِهِم، وَاللهُ تَعَالى يَقُولُ :{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}.
وَمِنْ ذَلِكَ : أَنَّ فِيهَا رَفْعَ الصَّوت لِغَيرِ حَاجَة، قَالَ تَعَالى :{وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ}. وَقَد وَصَفَهُ الله في التَّورَاةِ فَقَال : ((أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي سَمَّيْتُكَ المتَوَكِّلَ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ
وَلَا سَخَّابٍ فِي الْأَسْوَاقِ)).
وَمِنْ ذَلِكَ : أَنَّ فِيهَا اختَلاط الرِّجَال بِالنِّسَاءِ ، وهَذَا مُنْكَرٌ عَظِيمٌ وَمَفْسَدة عَظِيمَة لا تخْفَى عَلَى كِلِّ ذِي عَقْلٍ رَاجِحٍ، قَالَ الشَّيخُ ابن بَاز –رَحمَهُ اللهُ – : (لا أَرَى المُظَاهَرَات النِّسَائِية وَالرِّجَالِية مِنَ العِلاجِ، وَلَكِنّهَا
مِنْ أَسْبَابِ الفِتَنِ، وَمِن أَسبَابِ الشُّرورِ، وَمِن أَسْبَابِ ظُلْمِ بَعْضِ النَّاسِ، وَالتَّعَدِّي عَلَى بَعْضِ النَّاسِ بِغَيرِ حَقٍّ).
وَمِنْ ذَلِكَ : أَنهَا لَيسَت وَسِيلة شَرْعِية لإصْلاحِ المجتَمَعِ وَلَيسَت مِن طُرقِ وَأَسَالِيبِ الهُدَى، قَالَ الشَّيخُ ابن بَازِ – رَحمَهُ اللهُ – : (فَالمَسِيرَاتُ في الشَّوَارِعِ والهُتَافَات لَيسَت هِي الطَّرِيق لِلإصْلاحِ وَالدَّعْوَةِ، فَالطَّريقُ
الصَّحِيحُ: بِالزِّيَارَةِ، وَالمُكَاتَبَاتِ بِالتي هِي أَحْسَن فَتَنْصَحُ الرَّئِيس، وَالأَمِير وَشَيخ القَبِيلةَ بهَذِهِ الطَّريقَةِ، لا بِالعُنفِ وَالمظَاهَرَةِ), وَقَالَ: (وَلا شَكَّ أَنَّ هَذَا الأُسلُوب يَضُرُ بِالدَّعَوةِ وَالدُّعَاةِ، وَيمنَعُ انْتِشَارِهَا وَيحَمِّلُ
الرُّؤسَاء وَالكِبَار عَلَى مُعَادَاتهَا وَمُضَادتهَا بِكُلِّ ممكِنٍ، فَهُم يُرِيدُون الخَير بهَذَا الأُسْلُوب، لًكِنْ يحْصُل بِهِ ضِدّهُ).
وَمِنْ ذَلِكَ : أَنَّ فِيهَا تَبَرُّج وَسُفُور النِّسَاء : وَاللهُ تَعَالى يَقُولُ : {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}ويَقُولُ النَّبي لِلنِّسَاءِ : عَلَيْهِنَّ جِهَادٌ لاَ قِتَالَ فِيهِ الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ .
ثمَّ يَا أَهلَ الإيمَان وَالحِكْمَة مَا هُو الغَرَضُ مِنَ المظَاهَرَات؟!.
إِنْ كَانَ الغَرَض هُو إِنكَار المنْكَرِ!! فَهو تَغْييرٌ لمُنْكَرٍ بمَا هُوَ أَنْكَرُ مِنْهُ، وَهَذَا لا يجُوز كَمَا هُو مُقَرَرٌ في شَرِيعَتِنَا. فَاتَّقُوا الله في دِمَاءِ المُسْلِمين، قَالَ الشَّيْخُ أَحمَد النَّجْمِيُّ – رَحمَهُ اللهُ – : (إِنَّ الإِسْلامَ لا يَنْتَصِرُ بِالمسِيرَاتِ
وَالتَّظَاهُرَاتِ).
ثمَّ أَنَّ الذِي يُبِيح المظَاهَرَات إِنمَا يَسْتدِل بِقِصّةِ إِسْلامِ عُمَر وَحمْزَة عِندَمَا خَرَجَا مَع الصَّحَابَة في مُظَاهَرَة، وَالقِصّة مَوْضُوعَة مَكْذُوبَة، فَلا يَصِحُ الاستِدْلال بِالكَذِب والبُهْتَانِ.
وَاعلَمُوا يَا أَهْلَ اليَمَنِ أَنَّ أَعدَاءَكُم لا يَرغَبُونَ في رَاحَتِكُم وَلا أَمْنِكُم، وَيحْسَدُونكُم عَلَى مَا أَنتُم فِيهِ مِن نِعْمَةِ الأمْنِ وَالإيمَانِ، وَلَنْ يَهْدَأ لهُم بَال إِلا إِذَا رَأوْكم قَتْلَى صَرْعَى، فَلا تَكَونُوا أَدَاة لهُم لِلْفِتَنِ في اليَمِنِ، وَلا
تَكُونوا نُوّابهُم في بِلادِكم، وَإنمَا كُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانَا.
اصْبِرُوا عَلَى جورِ حُكَّامِكُم – إِنْ وُجِدَ- فَهْوَ خَيرٌ لَكُم مِنْ ضَيَاعِ الأَنْفُسِ وَالأمْوَالِ وَتَفَشِي القَتْل وَالقِتَالِ.
وَاعْلَمُوا أَنَّ مَنْ يَدْعُوكُم إِلى المظَاهَرَاتِ فِإنمَا يَدْعُوكُم للْفِتنِ وَالقَلاقِلِ، وَيَدْعُوكُم لِقَتْلِ بَعْضكم بَعْضًا.
وَاعلَمُوا أَنَّ مَنْ يَدعُوكُم للمُظَاهَرَاتِ فَإِنمَا يَدعُوكُم لِنَفْسهِ وَلحَظِّ نَفْسِهِ وَلخَاصّةِ حِزبِهِ مِنْ أَجْلِ أَنْ يحْصُلَ عَلَى كَرَاسِي الحُكمِ، وَهو في الحَقِيقةِ لمْ يحَكِّمْ شَرْعَ اللهِ في نَفْسِهِ.
وَاعْلَمُوا أَنَّ مَنْ يَدْعُوكُم للمُظَاهَرَات إِنما هُم الخَوارِجُ كِلابُ النَّارِ – أَخْزَاهُمُ الله – فَهُمْ لم يَرْضوا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَحَدُهُم : اعْدِلْ يَا محمَّد . وَلم يَرْضوا بِعُثْمَان رَضِي الله عَنهُ فَقَتَلُوهُ، وَلم
يَرْضوا بِعَليّ بنِ أَبي طَالِب فَقَالُوا لَهُ كَفَرْتَ ثمَّ قَتَلُوهُ. وَهَكَذَا السِّلْسِلة تَسَيرُ إِلى عَصرِنَا.
وَاعْلَمُوا أَنَّ مَنْ يَدْعُوكُم لِلْمُظَاهَراتِ مُخَالِفٌ لهدْي رَسِولِ الله الذِي حَثّ عَلَى الصَّبرِ عَلى الولاةِ وَعَدِمِ الخُرُوجِ عَلَيْهِمِ.
وَاعْلَمُوا أَنَّ مَنْ يَدْعُوكُم لِلْمُظَاهَراتِ لَنْ يَرضوا بهَذِهِ المظَاهَرِاتِ إِذَا وَصَلُوا لِلسُلْطَةِ لأَنهَم سَيَعتَبِرُونهَا حِينَذَاكَ خُرُوجًا عَنِ الشَّرِيعَةِ.
وَاعْلَمُوا أَنَّ مَنْ يَدْعُوكُم لِلْمُظَاهَراتِ لَيسُوا بِعُلَمَاء خَيرٍ وِإِنمَا عُلَمَاءَ حِزْبِيّةٍ، يخْدِمُونَ أَحْزَابهم، وَهَذَا هُو الوَاقِعُ، فَتَنَبَّهُوا بَارَكَ اللهُ فِيكُم.
فَاعْتَبِرُوا يَا أَهْلَ اليَمَن قَبْلَ أَنْ تَنْدَمُوا، وَاعْتَبِرُوا بَأَحْوَالِ جِيرَانِكُمْ في الصُّومَالِ وَكَذَا في تُونِس وَالآن في مِصْرَ، وَانظُرُوا إِلى أَحْوَالهم كَيفَ وَصَلَ الحَال بهِم، فَلا أَمْن وَلا أَمَان.
قَالَ الشَّيخُ ابن عُثَيْمِين – رَحمَهُ اللهُ – : (وَأَمَّا قَوْلُهم إِنَّ هَذِهِ المُظَاهَرَات سِلْمِيّة، فَهْي قَدْ تَكُونُ سِلْمِية في أَوَّلِ الأَمْرِ أَوْ في أَوَّلِ مَرَّةٍ ثمَّ تَكُونُ تخْرِيِبيّة).
{ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}
كتبه : أبو عبد الله خالد بن محمد الغرباني

حمل من الخزانة العلمية

من شبكة العلوم السلفية